أكد الشاعر عيسى جرابا أن أدبي جازان فشل في التعاطي مع حراك جمعية النادي العمومية، موضحا أن اللغط الذي دار في أول اجتماع يدل على أننا نعيش أزمة ثقافية حقيقية قد تتجاوزها إلى غيرها إن لم يكن تجاوزتها، وأما الحكم على مجالس الأندية الأخرى فصعب دون الوقوف على الوضع فيها عن كثب. وقال جرابا في حديث إلى "الوطن" إن: الثقة والمصداقية وجهان لعملة واحدة، فالأولى نتيجة حتمية تراكمية للأخرى؛ لذا لا يمنح هذا الشرف العظيم، شرف استحقاق الثقة إلا بعد تدقيق وتمحيص يخضع فيها الممنوح لتقييم لكل أقواله وأفعاله ومدى مصداقيتها في مدة ليست بالقصيرة، ومجلس إدارة نادي جازان الجديد حين نخضعه لذلك التقييم في مدة توليه القصيرة نجده لا يستحق الثقة؛ لإخلاله بشرطها وهو المصداقية. وأوضح جرابا أن مجلس إدارة النادي هو عبارة عن كتلة واحدة، يجب أن تشيع فيه روح الفريق الواحد من أجل تحقيق المصلحة العامة، ولكن حين تتشكل عدة تكتلات داخل الكتلة الواحدة، فهذا إيذان بالتداعي، ولعل استقالة البهكلي والحكمي تدفع إدارة النادي إلى الالتفاف حول مشروع ثقافي مشرف يخدم المنطقة ويضاف إلى رصيد الوطن التنموي في ظل رؤية ثقافية واضحة بعيدا عن المصالح الذاتية التي تفرز تخبطات ضحيتها المنجز العام، و"قاتل الله الأنا". وأشار جرابا إلى أن الاستقالتين اللتين تقدم بهما عضوا النادي مهدي حكمي، وأحمد البهكلي جاءتا بعد إدراكهما أن الثقافة مشروع كبير يستحيل إنجازه مع إدارة كهذه، حسب تبريرهما للاستقالة "وصاحب البيت أدرى بالذي فيه"، مؤكدا أن هاتين الاستقالتين ربما تشعلان فتيل الاستقالات تجاوبا مع "الصيف العربي" – حسب تعبيره- وأنه حين تخيم الضبابية، فلا يملك من لديه قدر كبير من الشجاعة والجرأة إلا اتخاذ موقف يحسب له، ويبرهن على أنه أكبر من عضوية فارغة لناد بئيس. وحول رؤيته لما يفترض اتخاذه حيال النادي، يرى جرابا حل المجلس الحالي، والقيام بانتخابات ورقية نزيهة واضحة لا لبس فيها ولا غموض. وحول اتفاقية الإنقاذ التي أجريت في أدبي جازان أخير، قال جرابا "لست أدري هل هناك خلاف أم اختلاف؟ وهل الأمر المختلف عليه يستحق؟ وهل هناك ما يستدعي هذا السعي الحثيث للصلح والإصلاح؟ كل ما أدريه أنه حينما غابت الحكمة الإدارية، وضاقت أخلاق الرجال، اتسعت الفجوة، ولم يكن هناك بد من حرب مراهقة، المنتصر فيها مهزوم، وما دام الصلح، فالصلح خير". وفي رأيه حول تأثير هذه الأحداث التي يمر بها النادي على ثقافة المنطقة وسمعة مثقفيها، قال جرابا "لا شك أن ما يجري من مهاترات ومناكفات، وتغليب للمصالح الشخصية، وتضخم الأنا في القلوب الفارغة شوه الوجه الثقافي المشرق لمنطقة جازان، ولم تعد كما كانت ملء السمع والبصر شعرا ونثرا وثقافة وأدبا، وهكذا حين ينعدم الإحساس بالمسؤولية لدى بعض الأفراد تكون النتائج وخيمة على الجميع، وبعد هذا وذاك أرجو ألا يُسقط كلامي على أحد، فالأندية الأدبية أصبحت ظاهرة مقلقة تستحق التأمل الواعي والمعالجة الجادة ممن بأيديهم مصيرها، على أن تكون هناك لائحة نظامية، وليست تنظيمية تُفسر حسب الأهواء والمصالح. 5