في تطور جديد لمجريات الأحداث بنادي جازان الأدبي قدم عضوا مجلس إدارة النادي أحمد البهكلي ومهدي حكمي استقالتيهما من المجلس الذي شهد طيلة الأشهر الماضية تصاعدا لوتيرة الاختلافات بعد انفراد "الوطن" بنشر خلافات "مالية" بلغت ذروتها باتهامات طالت الرئيس السابق أحمد الحربي، تبعها كشف عدد من أعضاء الجمعية العمومية عن قضية "عقد صيانة النادي" الذي يلفه الغموض. وكان عضو مجلس الإدارة المنتخب أحمد البهكلي أول المبادرين بتقديم استقالته لوزارة الثقافة والإعلام ليلحق به أمس الأربعاء عضو مجلس الإدارة الدكتور مهدي حكمي. وأوضح البهكلي في بيان نشره أول من أمس، أن استقالته جاءت لأسباب شخصية وموضوعية "تتعلق بضعف الرؤية الإدارية والثقافية للإدارة الحالية مما أفرز واقعا غير سويّ في تداول الآراء واتخاذ القرارات في المجلس". وقال البهكلي الذي وصل إلى عضوية المجلس بعد 13 عاما من عمله نائبا لرئيس أدبي جازان في تصريحه ل"الوطن": إنه وبعد 4 أشهر من العمل مع الإدارة الجديدة، اتضح له "فشله" في الوصول إلى نتيجة، فقرر الاستقالة، نظرا لضعف رؤية أعضاء المجلس ثقافيا وإداريا. وأضاف البهكلي أن إدارة النادي الأدبي تحتاج إلى العمل المؤسسسي، واصفا الأعضاء ب"الجدد" على العمل الإداري، وأن مواهبهم وقدرتهم على الإبداع لا تغني عن الخبرة الإدارية لقيادة النادي. وذهب البهكلي إلى أن الإشكالية تكمن فيما أسماه ب"التكتلات التي فرضت وجودها في الأندية الأدبية عموما وليس في أدبي جازان فحسب". وقال "إن مشكلة التكتلات أنها لابد أن تكون وفية بالتزاماتها، التي تأخذنا إلى المحسوبيات وسيادة الكتلة الواحدة". وحول تفسيره لقوله "أتمنى مزيدا من التوفيق في خدمة النادي عبر عمل مؤسسي منظم ينطلق من ثقافة المجتمع وقيمه"، في بيان استقالته، يؤكد البهكلي أن هناك أصواتا تنادي "بما يرفضه المجتمع وبالحرية غير المنضبطة أو المحدودة" في أدبي جازان. وحصلت "الوطن" على نسخة من خطاب استقالة مهدي حكمي الذي قال فيه "لمستُ ممارسات إدارية لا تنسجم وروح الفريق المزعومة التي اتفقنا عليها في أول جلسة بعد انتخابنا، تتمثل في انعدام الإدارة الحازمة المتعاملة مع الجميع دون مجاملة أو محاباة، إلى جانب ضعف اتخاذ القرار الإداري، مؤكدا على وجود ضغط لوبي "داخلي" واستحقاقات انتخابية "خارجية". وعن نظرة مجلس الإدارة لدور الجمعية العمومية قال حكمي في خطاب استقالته "شعرت باستخفاف البعض بدور الجمعية العمومية، فضلا عن تجاهل سماع صوت الحكمة والرأي فيما يتصل بإعادة تأهيل قاعة المحاضرات والموقف من مكافأة المجلس السابق". "الوطن" استطلعت آراء بعض مثقفي جازان حول هذه التطورات، حيث قال رئيس مجلس إدارة النادي السابق، أحمد الحربي "بالنسبة لي كانت الاستقالات متوقعة في ظل ممارسات الرأي الأحادي في النادي، وعدم مقدرة المجلس على فهم ثقافة المجالس"، مضيفا أن قرار الاستقالة وإن جاء متأخرا إلا أنه يوجه رسالة قوية للجمعية العمومية لتتجه إلى النادي كي تمارس أعمالها "كي لا تسمح للمجالس أن تكيل بمكيالين". أحمد العقيلي علق على الاستقالتين بأنه "لا يحسن بأي عاقل الاستمرار في جو كالذي ذكره البهكلي في مسببات استقالته، فقراره موقف قوي، وأحسب أن الوزارة ستتخذ ما يجب أن تتخذ بصدده". الشاعر والزميل الكاتب في "الوطن" أحمد السيد عطيف، يرى من جهته أن استقالة البهكلي "متوقعة رغم أنها جاءت متأخرة". وقال "إن هذا المجلس أصر على التنفس برئة واحدة، وفشل في الاحتفاظ برئتين". وأضاف: ما زال في الوقت متسع لاستقالات مشرفة، وأنا أحيي البهكلي على استقالته، ولو كنت مكان أي زميل في النادي لقدمت استقالتي أو علقت مشاركاتي حتى يتم توضيح ما يجب توضيحه للناخبين والجمهور، مشيرا إلى أن هناك أمورا غير واضحة في النادي من حق البهكلي النأي بنفسه عنها.