واجه الجندي الاميركي برادلي مانينغ المتهم بتسريب وثائق سرية الى ويكيليكس، خلال جلسة استماع الثلاثاء، الرجل الذي وشى به الى السلطات، وذلك لتحديد ما اذا كان سيحال الى محكمة عسكرية ام لا. وعقدت جلسة الاستماع في قاعدة فورت ميد قرب واشنطن لتحديد ما اذا كانت هناك ادلة كافية لاحالة مانينغ الى المحكمة العسكرية بتهمة "الاتصال بالعدو" والتي تصل عقوبتها الى السجن المؤبد. ومانينغ (24 عاما)، الذي خدم في العراق، متهم بانه سرب الى ويكيليكس بين تشرين الثاني/نوفمبر 2009 وايار/مايو 2010 وثائق عسكرية اميركية سرية عن حربي العراق وافغانستان، اضافة الى 260 الف برقية دبلوماسية اميركية عائدة لوزارة الخارجية. وخلال جلسة الثلاثاء وصف ادريانو لامو، قرصان المعلوماتية الشهير، كيف ان الرجل الذي تبين له لاحقا انه الجندي برادلي مانينغ، اتصل به للمرة الاولى بواسطة بريد الكتروني في 20 ايار/مايو 2010. وقال لامو انه تحادث عبر خدمة الرسائل الفورية المشفرة مع مستخدم يدعى "براداس87" وانه اكتشف لاحقا ان هذا المستخدم ما هو الا برادلي مانينغ بدليل ان الاخير ارسل له دعوة عبر فيسبوك لكي يصبح صديقا له في موقع التواصل الاجتماعي. وقال لامو خلال الجلسة "اردت ان اعرف من هو هذا المحادث البعيد وما الذي يريده". واضاف انه في هذه الدردشة الالكترونية التي جرت بينه وبين المستخدم "براداس87" اطلعه الاخير على موضوع تسريب وثائق اميركية سرية الى "رجل استرالي مجنون ابيض الشعر" في اشارة الى مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج. وردا على سؤال لوكلاء الدفاع عن المتهم، اقر لامو بانه عانى في السابق مشاكل مع المخدرات ومشاكل في الصحة العقلية وقال ايضا انه سبق له ان اعترف بذنبه امام محكمة بممارسة التزوير الالكتروني في 2004. وكانت مسؤولة سابقة عن مانينغ اكدت خلال جلسة الثلاثاء انها عارضت فكرة ارساله الى العراق. وقالت الكابورال السابقة جيرلياه شومان ايضا ان مشادة وقعت بينها وبين الجندي قبيل اعتقاله في ايار/مايو 2010 وانه خلال المشادة ضربها على وجهها. واشار الدفاع الى ان مانينغ كان يعاني مشاكل تتعلق بميوله الجنسية المثلية ومشاكل عاطفية الا ان المسؤولين عنه اخفقوا مرارا في مساعدته او في اتخاذ تدابير مسلكية بحقه او سحب تفويضه الامني. ولفت هؤلاء ايضا الى ان مانينغ صاحب الميول الجنسية المثلية، واجه صعوبات في الخدمة العسكرية خلال تطبيق سياسة "لا تسل، لا تقل" تجاه مثليي الجنس في الجيش الاميركي والتي كانت تمنع المثليين من اعلان ميولهم الجنسية جهارا تحت طائلة تسريحهم من الخدمة، قبل ان يتم الغاء هذه السياسة عام 2011. وبعد مرافعة الدفاع المتوقع استمرارها على مدى يوم، قد يستغرق قاضي التحقيق اسابيع عدة قبل اتخاذ قرار حول امكان اقامة محاكمة عسكرية. ويواجه برادلي مانينغ 22 تهمة اخطرها "مساعدة العدو" التي قد يواجه بسببها عقوبة السجن المؤبد. ومساعدة العدو ممكن ان تشكل خيانة عظمى الا ان الجيش الاميركي اكد انه لن يطلب عقوبة الاعدام. وقال مانينغ بحسب احاديث الكترونية تم تسريب مضمونها عبر موقع وايرد.كوم الالكتروني "اريد ان تعرف الناس الحقيقة، بمعزل عن هويتهم، لانه من دون معلومات لا يمكن للجمهور اتخاذ قرارات تنم عن اطلاع". ومثل هذه التصريحات جعلت من مانينغ بطلا بالنسبة للناشطين ضد الحروب من بينهم الصحافي المعارض للبنتاغون دانيال ايلسبورغ الذي سبق ان شارك في جلسة استماع لمانينغ وجمع انصارا له خارج قاعدة فورت ميد. ووصفت الحكومة الاميركية تسريب المعلومات لموقع ويكيليكس بانه "جريمة" عرضت المصادر السرية والامن القومي والسياسة الخارجية الاميركية للخطر. وكان اسانج، الموضوع قيد التوقيف الاحتياطي في بريطانيا بانتظار امكان ترحيله الى السويد لمواجهة تهم بالاعتداء الجنسي، نفى علمه بمصدر تسريبات ويكيليكس الا انه اعرب عن دعمه لمانينغ وجمع اموالا للدفاع عنه. 1