فورت ميد (مريلاند) - ا ف ب - قدم محققو الجيش الاميركي للمرة الاولى دليلاً مباشراً على وجود علاقة بين الجندي براد مانينغ المتهم بتسريب وثائق سرية الى «ويكيليكس» ومؤسس الموقع الالكتروني جوليان اسانج. وخلال جلسة لتحديد الدواعي القانونية لمثول الجندي الاميركي امام محكمة عسكرية، قال المحققون ان برادلي مانينغ كان لديه عنوان جوليان اسانج على الكومبيوتر الخاص به. واكد مارك جونسون الذي يعمل لحساب وحدة «التحقيق في جرائم الكومبيوتر» (كومبيوتر كرايمز اينفيستيغايت يونيت) في الجيش الاميركي، المكلفة التحقيق في جرائم المعلوماتية، ان مانينغ كان لديه على الكومبيوتر معلومات تسمح له بالاتصال بجوليان اسانج. وعرضت هيئة الاتهام في هذه الجلسة الرابعة من المحاكمة التي تجري في قاعدة فورت ميد في ولاية مريلاند، لقطة لشاشة تحمل رسالة أخذت من القرص الصلب في كومبيوتر مانينغ. ووردت في الرسالة العبارة الآتية: «يمكنك الاتصال بمسؤول خلية التحقيقات في ايسلندا، اطلب جوليان اسانج» الذي يخوض معركة قضائية في بريطانيا منذ عام لمنع ترحيله الى السويد حيث تلاحقه سيدتان قضائياً بتهمة الاعتداء الجنسي. وقال محققو الجيش الأميركي ايضا انهم عثروا على دردشة على الانترنت بين مانينغ وناطق يحمل لقب «جوليان اسانج» جرى خلالها الحديث عن «ويكيليكس». وأكد أسانج مراراً انه لا يعرف مصدر الوثائق السرية التي نشرها الموقع لكنه يعبر عن دعمه لبرادلي مانينغ. ومانينغ، الذي بلغ السبت الرابعة والعشرين من العمر وكان محللاً في الاستخبارات الاميركية في العراق، هو المتهم الوحيد الذي يواجه محاكمة في الولاياتالمتحدة على خلفية افشاء البرقيات السرية التي نشرت في «ويكيليكس». وهو متهم بتحميل 260 ألف برقية ديبلوماسية اميركية وأشرطة فيديو لضربات نفذتها القوات الجوية الاميركية، فضلاً عن تقارير عسكرية اميركية من افغانستان والعراق وتقديم تلك الوثائق الى اسانج الذي نفى ان يكون على علم بمصدر المعلومات الواردة. وثائق أفغانية وعراقية وقال المحققون الاثنين، انهم عثروا على بطاقة ذاكرة في منزل خالة مانينغ تحتوي 91 الف تقرير عسكري حول افغانستان و400 الف وثيقة اخرى حول العراق. ولم يوضحوا ما اذا كانت هذه هي الوثائق التي نشرت على «ويكيليكس» ، لكن الموقع بث عدداً مماثلاً من البرقيات، لكنهم قالوا انهم عثروا على رسالة يقول فيها مانينع إنها «من اهم الوثائق في عصرنا تزيل ضباب الحرب وتكشف الطبيعة الحقيقية لحروب القرن ال21 غير المتكافئة». وقال دانيال شيفر الذي يعمل في الوحدة الاميركية نفسها لمكافحة جرائم المعلوماتية ان المحققين عثروا على عشرة آلاف برقية ديبلوماسية اميركية مشفرة لم تسلم الى «ويكيليكس» لانها موجودة في ملف مضغوط تالف على ما يبدو. ورأى المحلل انه من المنطقي الا تكون هذه الوثائق نشرت على «ويكيليكس». واضاف ان مئة الف برقية اخرى عثر عليها في كومبيوتر كان يستخدمه مانينغ منذ بدء عمله في العراق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 وحتى توقيفه في ايار (مايو) 2010. ويوصي قاضي التحقيق الليوتنانت كولونيل بول المانزا بإحالة مانينغ الى محكمة عسكرية لكنه لن يعلن قراره رسميا قبل عدة اسابيع من انتهاء الجلسات. وكما حدث في الايام السابقة، تجمع عدد من مؤيدي مانينغ امام قاعدة فورت ميد العسكرية للتعبير عن مساندتهم له. ويواجه مانينغ حكماً بالسجن المؤبد إذا دين بالاتهام الاخطر بين الاتهامات الموجهة اليه وهو تقديم دعم للعدو. وكان محامو مانينغ دافعوا بقوة في الجلسات السابقة عن موكلهم متسائلين عما اذا كان يتعين محاكمة موكلهم امام القضاء العسكري. وأكدوا ان موكلهم المثلي الجنس واجه صعوبات كبيرة بسبب هذا الوضع، وأن رؤساءه اخفقوا في مساعدته.