ا ندلعت احتجاجات عنيفة في بلدة سيدي بوزيدالتونسية بعد إعلان النتائج النهائية لانتخابات المجلس التأسيسي وهي أول انتخابات ديمقراطية تجرى في البلاد منذ عقود.وفور الإعلان عن نتائج الانتخابات، تظاهر مئات الشباب الغاضبين في مدينة سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. واندلعت أعمال العنف بعد أن خرج مئات الأشخاص في المدينة احتجاجا على إلغاء فوز ست قوائم تابعة إلى تنظيم "العريضة الشعبية" الذي يتزعمه رجل الأعمال الهاشمي الحامدي. والقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين القوا الحجارة على رجال الأمن وخربوا مقر حزب النهضة الإسلامي الذي فاز بأغلبية مقاعد المجلس التأسيسي. وقالت لجنة الانتخابات التونسية إن قرار إلغاء تلك القوائم جاء نتيجة حدوث "انتهاكات" في تمويل الحملات الانتخابية. وكانت اللجنة قد أعلنت أن حزب النهضة الإسلامي فاز ب90 مقعدا من مقاعد المجلس التأسيسي ال217. وبذلك يكون حزب النهضة قد حصل على أكثر من 41 في المئة من مقاعد المجلس. وقال كمال جندوبي رئيس لجنة الانتخابات إن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني بزعامة منصف المرزوقي حل في المرتبة الثانية حيث حصل على 30 مقعدا. بينما حل التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر في المرتبة الثالثة محققا 21 مقعدا. وبذلك يكون حزب النهضة قد حصل على ثلاثة أضعاف المقاعد التي حاز عليها أقرب منافسيه. وعقب الإعلان الرسمي عن فوز حزبه، تعهد راشد الغنوشي زعيم الحزب بحماية حقوق المرأة وغير المتدينين في تونس. وقال الغنوشي امام جمع من مؤيديه "سنواصل هذه الثورة لتحقيق أهدافها المتمثلة في أن تكون تونس حرة ومستقلة ومتطورة ومزدهرة، حيث تضمن حقوق الله والرسول والنساء والرجال، المتدينين وغير المتدينين، لأن تونس ملك للجميع". وتعهدت حركة النهضة إثر ذلك بإقامة نظام تعددي ديمقراطي في تونس، وقد أعلنت أنها لن تستبعد أي حزب تونسي من تلك المشاورات. كما تعهد الحزب بالعمل على اقامة مجتمع تعددي وعلماني واحترام حقوق الانسان. وتقول مراسلة بي بي سي في تونس كلوي ارنولد إنه على الرغم من تعهدات حزب النهضة باحترام تعددية المجتمع إلا أن هناك مخاوف من أن الحزب سيغير من سياساته لاحقا. وكانت مشاورات المرحلة الانتقالية قد بدات منذ يوم الأربعاء الماضي بعد ان أكدت النتائج الجزئية تقدم حزب حركة النهضة في تسع دوائر انتخابية. وأعلن حزب النهضة عن ترشيحه الرجل الثاني في الحزب وأمينه العام حمادي جبالي لتولي رئاسة الحكومة. ويبلغ جبالي من العمر 62 عاما وبدأ حياته المهنية كمهندس تحت التدريب ثم أصبح صحفيا ويعد أحد مؤسسي حزب النهضة. 1