أكد مسؤولو الانتخابات في تونس فوز حزب النهضة الاسلامي في الانتخابات التي جرت الاحد الماضي وهو ما يمهد الطريق امام تشكيل أول حكومة يقودها الاسلاميون في اعقاب انتفاضات الربيع العربي. ويحاول حزب النهضة طمأنة العلمانيين القلقين من حكم اسلامي في واحدة من اكثر الدول الليبرالية في العالم العربي بالقول بانه سيحترم حقوق النساء ولن يفرض التقاليد الاسلامية على المجتمع. وجاء فوز الحزب بعد 10 أشهر من قيام بائع الخضروات التونسي محمد بوعزيزي باشعال النار في نفسه في احتجاج أطلق شرارة انتفاضة شعبية أدت الي الاطاحة بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وألهمت انتفاضتين في مصر وليبيا أطاحتا بزعيمي البلدين. وقال راشد الغنوشي زعيم النهضة -وهو باحث اسلامي عاد الي تونس بعد ان قضى 22 عاما في المنفى في بريطانيا- "نحن نحيي سيدي بوزيد وابناءها الذين أطلقوا الشرارة ونرجو من الله ان يتقبل محمد بوعزيزي شهيدا." واضاف الغنوشي قائلا امام حشد من مؤيديه المبتهجين ان حزبه سيواصل "هذه الثورة" لتحقيق اهدافها في ان تكون تونس حرة ومستقلة ومزدهرة تصان فيها حقوق النساء والرجال والمتدينين وغير المتدينين "لان تونس للجميع." واعلن رئيس لجنة الانتخابات مساء الخميس ان حزب النهضة حصل على 90 مقعدا في المجلس التأسيسي المؤلف من 217 مقعدا وهو ما يعادل ثلاثة امثال عدد المقاعد التي فاز بها اقرب منافسيه. وقال رئيس اللجنة كامل الجندوبي في مؤتمر صحفي ان حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني جاء في المركز الثاني بحصول على 30 مقعدا. وسيتولى المجلس التأسيسي وضع دستور جديد للبلاد وتشكيل حكومة انتقالية وتحديد موعد لانتخابات جديدة من المرجح ان تجرى اوائل 2013 . وفي سيدي بوزيد قال شهود ان انصار حزب تونسي معارض شطبت نتائجه في البلدة أشعلوا النار في مكتب رئيس البلدية اثناء احتجاج مساء الخميس. و اضاف الشهود ان الشرطة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المحتجين من المؤيدين لحزب العريضة الشعبية الذي يتزعمه رجل الاعمال الهاشمي الحامدي. وقال احد الشهود ان المحتجين اشعلوا النار ايضا في مكتب للحملة الانتخابية لحزب النهضة. وجاء حزب العريضة الشعبية -الذي يحظى بتأييد قوي في سيدي بوزيد- في المرتبة الرابعة في الانتخابات وفقا للنتائج التي اعلنتها اللجنة المستقلة للانتخابات.