موسى إبراهيم :أحداث وول ستريت هي مجرد رسالة منا لكم ولكل الدول الغربية الآثمة «الفوضى بالفوضى»، هو عنوان رسالة غريبة من العقيد الليبي الهارب معمر القذافي موجهة إلى أميركا والغرب، تتضمن تهديدات طريفة قال إنه تم تنفيذ بعضها بالفعل. فقد زعم القذافي أن أنصاره هم من حرك مظاهرة قام بها أميركيون في وول ستريت مؤخرا، على الرغم من أن المصادر الليبية في مدن عدة، منها سبها، تقول إن بقايا فلول القذافي في المدينة فشلت في تنظيم مظاهرة مؤيدة للعقيد الليبي، الذي فر من طرابلس أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، بعد أن حكم ليبيا بالحديد والنار مدة 42 عاما، واتهمته الكثير من الدول بوقوف نظامه وراء تفجيرات وحركات انفصالية ومسلحة في الخارج. يأتي ذلك في وقت توعد فيه المعتصم بالله نجل القذافي، في رسالة منفصلة، باستهداف النفط والطائرات المدنية. وتظاهر نحو عشرة آلاف أميركي في الأسبوع الماضي في حي المال (وول ستريت) في نيويورك، في تصعيد لحركتهم الاحتجاجية المستمرة منذ أسبوعين في المدينة، احتجاجا على الفقر والبطالة، مدعومين من نقاباتهم. ولم تذكر الأنباء الواردة من الولاياتالمتحدة أي علاقة بين تلك المظاهرات ومشاركة أميركا في حلف الناتو الذي ينفذ عمليات في ليبيا. وقال مسؤول في ثورة 17 فبراير في ليبيا إن ليبيا لم تشهد أي مظاهرات من أي ليبيين مؤيدين للقذافي في المدن المحررة. الرسالة الجديدة نقلها موسى إبراهيم، المتحدث باسم القذافي وفقا لما نشره موقع" دنيا الوطن" ، وقال فيها على لسان القذافي، وفقا لما نشرته مواقع موالية للنظام الليبي السابق أمس: «إننا نقول لكم بصراحة إن أحداث وول ستريت هي مجرد رسالة منا لكم ولكل الدول الغربية الآثمة.. إننا نملك الوسائل التي تحرك الشارع ضدكم وتنسف أمنكم كما نسفتم أمن الشعب الليبي». وجاء في عنوان الخبر على قناة «الليبية» على موقعها على الإنترنت: «القائد معمر القذافي في رسالة خطيرة إلى أميركا والغرب ودول سماها بالعميلة: الفوضى بالفوضى». وذكرت الوكالة الإخبارية على الإنترنت «سيفن دايز نيوز» التي تؤيد القذافي أنها تلقت رسالة من القذافي أملاها لها عبر الهاتف موسى إبراهيم، وقال فيها العقيد الليبي: «إنني أتوجه بكلمتي هذه أولا إلى الرئيس الأميركي أوباما وكل من ساند غزو الناتو للجماهيرية، لأقول لهم: هل عرفتم الآن أننا نستطيع أن نحرك الأوضاع من تحت أقدامكم وننشر الفوضى؟ والسن بالسن والبادئ أظلم». وأضاف القذافي: «أقول لهؤلاء، أنتم تعيشون في مجتمع كل شيء فيه يمكن أن يشترى بالمال، لذلك ستكفي بعض ملايين الدولارات التي يدفعها الشعب الليبي ليزلزل الأرض تحت أقدامكم ويشعل النار من حولكم.. إننا نقول لكم بصراحة، إن أحداث وول ستريت هي مجرد رسالة منا لكم ولكل الدول الغربية الآثمة، إننا نملك الوسائل التي تحرك الشارع ضدكم وتنسف أمنكم كما نسفتم أمن الشعب الليبي». ونقل إبراهيم قول القذافي: «نؤكد أن أحداث أميركا ستنتشر وستتصاعد وتتحول لدرجة سيتمنى معها يهود أميركا وأشياعهم لو أنهم لم يدخلوا أنوفهم في أمور ليبيا يوما. كما نقول لرؤساء فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، ثم لعملائهم من العرب، إن ما يحصل في أميركا سننقله إليكم في خلال أسابيع وليس شهورا، وآنذاك تفهمون أننا نفهم جيدا نظرية نقل الرعب». وأضاف أن «الفوضى في بلادنا معناها الفوضى في بلادكم، وتأكدوا أننا في ظروف أوضاعكم الاقتصادية المزرية قادرون على أن نحيل بلدانكم إلى فوضى عارمة، ولن تستطيعوا فعل شيء، ومن عاش رأى»، مشيرا إلى أن «دولا عربية عميلة ستدفع ثمن خيانتها لليبيا». وقال محمود الفزاني من ائتلاف شباب ثورة 17 فبراير في سبها، إن المدن الليبية التي تم تحريرها من سطوة القذافي لم تشهد أي مظاهرات مؤيدة له، حتى يتحدث عن مظاهرات في أميركا يعلم الجميع أنه لا علاقة لها لا بالقذافي ولا بمشاركة أميركا في عمليات الناتو، مشيرا إلى أن أنصار الزعيم الليبي المخلوع ما زال لديهم تصور أن القذافي هو محور الكون ويستطيع أن يفعل أي شيء، «وهو تصور يشبه المرض الذي لا شفاء منه». وكانت مصادر أنصار القذافي قالت إن موسى إبراهيم موجود في مدينة سرت التي يحاصرها الثوار منذ قرابة الشهر، مع المعتصم بالله نجل القذافي، بينما أشارت إلى أن سيف الإسلام موجود في بني وليد، بينما يسود الاعتقاد بأن القذافي نفسه موجود في مكان ما من الحدود الجنوبية الغربية مع الجزائر والنيجر. وأطلق القذافي آخر رسائله الصوتية يوم السابع من الشهر الحالي، وكانت رديئة التسجيل، وأذاعتها قناة «الرأي» ومقرها سوريا، ودعا فيها الليبيين إلى الخروج «بالملايين» إلى الشوارع احتجاجا على الأوضاع في ليبيا. على صعيد متصل نقلت المصادر الموالية للقذافي رسالة من المعتصم بالله، قال فيها إن مقاومة أنصار النظام السابق «مستمرة وأفرادها مندسون في كل مكان»، و«لن نسمح أبدا بنجاح نظام في ظل الاحتلال»، وأن «أوامر القيادة» صدرت باستهداف كل منشأة نفطية أو ناقلة سواء في البر أو في البحر. وتعدّ هذه ثاني رسالة للمعتصم منذ فراره مع والده من طرابلس يوم 22 أغسطس الماضي، وحصلت «الشرق الأوسط» على نصها، وقال فيها إن أنصار القذافي سوف يستهدفون الطائرات المدنية، محذرا الليبيين من ركوب الطائرات في الرحلات «بين ليبيا ودول مشبوهة ومصدر خطر، ومنها الإمارات وقطر وفرنسا وإيطاليا ومالطا وتركيا». وكان المعتصم قال في رسالته الأولى منذ نحو أسبوعين، إن الأوامر صدرت باغتيال أعضاء المجلس الانتقالي، لكن لم تسجل أي محاولة من هذا النوع منذ ذلك الوقت. وقال المحلل السياسي الليبي ناصر اجميعة إن ما يبثه القذافي وأنصاره من رسائل أصبحت تعبر عن محاولات يائسة لإثبات الوجود، لأن الليبيين الذين يخرجون في مظاهرات اليوم يخرجون للاحتفال بالنصر على «نهاية حكم الطاغية»، معربا عن في سرعة تحرير مدينتي سرت وبني وليد، و«طي صفحة القذافي إلى الأبد».