واصل الثوار الليبيون توغلهم في مدينة سرت وأعلنوا سيطرتهم على أجزاء واسعة منها ومحاصرة الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي في مساحة ضيقة، فيما أعلن الثوار عن إطلاق مبادرة جديدة للوساطة مع قبائل بني وليد لتسليم المدينة من دون قتال، في وقت أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن أنه من المبكر تحديد وقت لانتهاء مهام الناتو في ليبيا. وبالرغم من إطلاقهم عملية واسعة للسيطرة على سرت أمس الجمعة، يواجه الثوار الليبيون مقاومة شرسة من قبل كتائب القذافي وخاصة في محيط قصر واغادوغو للمؤتمرات. وقال القائد الميداني ناصر أبو زيان إن الثوار يحاصرون عناصر الكتائب المتحصنين في وسط المدينة في محيط لا تتجاوز مساحته بعض الكيلومترات. وشهدت منطقة وسط المدينة ومقر الجامعة وحي الموريتانيين مواجهات كثيفة بين الجانبين، وحاول المئات من الثوار الدخول إلى سرت باستخدام السيارات رباعية الدفع المزودة بالرشاشات الثقيلة وبالبطاريات المضادة للطائرات. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أنحاء متفرقة من المدينة ومن بينها قصر المؤتمرات الذي استهدف بقصف مكثف من قبل الثوار. وقال المجلس العسكري لمصراتة إن مواجهات الأمس أدت إلى مقتل 12 من الثوار وإصابة 193 آخرين. وتعرضت أربع سيارات إسعاف للقصف من قبل الكتائب وهو ما تسبب في مقتل اثنين من العاملين بها. بحسب مدير مستشفى مصراتة. قرب النهاية وقال وزير الدفاع الليبي بالنيابة جلال الدغيلي إن المواجهات بسرت اقتربت من نهايتها، وأكد خلال استقباله وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ونظيره الإيطالي إيغنازيو لاروسا إن هناك مجموعات من الكتائب الموالية للقذافي لكنه توقع ألا تستمر طويلا في المقاومة. وفي بني وليد قال القائد الميداني عمر فيفاو إن مساعي للوساطة تتم حاليا من خلال وفد سيسعى للتفاوض مع قبائل المدينة والتي يقاتل بعض من أفرادها إلى جانب قوات القذافي، وذلك تجنبا لإراقة الدماء، وأكد أن فشل هذه المفاوضات سيؤدي إلى الهجوم على المدينة لبسط السيطرة عليلها. وكان القائد الميداني موسى علي يونس قد أكد وجود جهود لاقناع ما تبقى من سكان المدينة بمغادرتها قبل بدء الهجوم، مشيرا إلى توقعات بوجود سيف الإسلام القذافي بالمدينة واحتمال أقل بالنسبة لوالده، ذلك لأن المدينة تعرف تواجد مقاتلين موالين للعقيد الليبي أكثر من سرت. وقت مبكر من جانب آخر أكد الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن أنه من المبكر الآن تحديد وقت لإنهاء المهمة في ليبيا، وأوضح أن الحلف يرى أنه من الضروري مراجعة عملياته بشكل مستمر، وبأن الانسحاب سيكون عند استتباب الأمن، لأن العمليات جاءت بالأساس من أجل حماية المدنيين من أي هجوم، حسب تعبيره. وأضاف راسموسن في حديث لجريدة الشرق الأوسط نشر اليوم السبت أنه لا يتوقع حربا أهلية في ليبيا، واعتبر أن المجلس الوطني الانتقالي سيقوم بدور كبير للحفاظ على وحدة ليبيا، والعمل من أجل تحقيق الديمقراطية. ونقل مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع أمس الجمعة أن قيادة الحلف الأطلسي تعتبر أن العقيد معمر القذافي فقد السيطرة على القوات الموالية له ويكاد ينهزم في مسقط رأسه سرت. وقال هذا المسؤول في تصريح صحفي إن ضباطا في الحلف أبلغوا وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بهذه المعلومات خلال اجتماع جمع الطرفين في نابولي الإيطالية أمس الجمعة. وأضاف المصدر نفسه أن القذافي "لم يعد له فعليا أي سيطرة على القوات العسكرية الموالية له". واعتبر هذا المصدر أن مصير معركة سرت سيحدد بشكل كبير مستقبل الهجمات الجوية التي يقوم بها الحلف في ليبيا. وأكد "أن المجلس الوطني الانتقالي قادر على السيطرة على كامل البلاد إلا أنه لا يزال بحاجة إلى تحسين قدراته التنظيمية". 1