بعد يوم من موافقة المحكمة على مذكرات اعتقاله قال لويس مورينو أوكامبو المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية يوم الثلاثاء ان "نهاية" معمر القذافي قد تأتي في غضون شهور لكن رد فعل الصين جاء حذرا على اصدار أمر اعتقال بحق الزعيم الليبي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال مورينو اوكامبو للصحفيين في لاهاي بعد يوم من موافقة المحكمة على مذكرات اعتقال القذافي وابنه سيف الاسلام ورئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي "اليوم هو وقت الاعتقالات." وأضاف "انها مسألة وقت ... سيواجه القذافي اتهامات. لا أعتقد أننا سنضطر للانتظار طويلا... سينتهي الامر في غضون شهرين او ثلاثة." ويزعم الادعاء أن الثلاثة مشاركون في قتل محتجين مدنيين انتفضوا في فبراير شباط ضد حكم القذافي الذي بدأ قبل نحو 41 عاما. وتقدم المعارضون المسلحون ليكونوا على بعد نحو 80 كيلومترا من العاصمة طرابلس. ولم تصل الصين الى حد ادانة أو تأييد قرار المحكمة. وقال هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عندما سئل بشأن مذكرات الاعتقال "تأمل الصين أن تتمكن المحكمة بحكمة وعدالة وموضوعية من تنفيذ واجباتها وضمان أن يساعد عملها السلام والاستقرار فعليا في المنطقة." وكانت الصين قد أدانت توجيه المحكمة الدولية تهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يقوم حاليا بزيارة دولة لبكين. والبشير والقذافي هما الرئيسان الوحيدان اللذان أصدرت بحقهما المحكمة مذكرات اعتقال وهما في الحكم. وتتجنب الصين عموما التدخل في الشؤون الداخلية للدول ولديها شكوك بشأن العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال الاطلسي لدعم المعارضة في ليبيا. لكن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي ابلغ زعماء المعارضة الاسبوع الماضي أنهم أصبحوا "قوة سياسية رئيسية" في البلاد. وحقق مقاتلو المعارضة في منطقة الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس اكبر تقدم منذ اسابيع بالوصول يوم الاحد الى بلدة بئر الغنم حيث يقاتلون قوات القذافي للسيطرة على البلدة وفق ما ذكره متحدث باسم المقاتلين. وتقدمت قوات المعارضة بذلك 30 كيلومترا شمالا من مواقعها السابقة مقتربة من طرابلس. وقال متحدث باسم المعارضين في بلدة الزنتان ان يوم الاثنين كان يوما هادئا ولم ترد أنباء من المعارضة صباح الثلاثاء بشأن الوضع في المنطقة. لكن متحدثا باسم المعارضة في مصراتة قال ان قوات القذافي قصفت البلدة التي تقع الى الشرق من طرابلس الليلة الماضية. وفي منطقة نالوت القريبة من الحدود مع تونس قال المعارضون ان البنية التحتية للكهرباء والمياه تضررت بسبب القصف الذي تقوم به القوات الموالية للقذافي. وقال متحدث عرف نفسه باسم محمد "توجد ازمة هنا... نحن بلا كهرباء بعد ان قصفت الكتائب أعمدة كهرباء الضغط العالي... ومشكلة الكهرباء اثرت على امدادات المياه." ومن غير المرجح ان يؤدي قرار المحكمة الى اعتقال القذافي ما دام في السلطة وداخل ليبيا لان المحكمة لا تملك سلطة تنفيذ اوامر الاعتقال التي تصدرها. وقال وزير العدل الليبي محمد القمودي في مؤتمر صحفي في طرابلس "ليبيا ليست طرفا في اتفاقية روما ولا تقبل باختصاصات المحكمة الجنائية الدولية التي يبدو واضحا جليا انها مشكلة للعالم الثالث." ونفت الحكومة الليبية ايضا استهداف المدنيين قائلة انها اضطرت للتصدي لعصابات اجرامية مسلحة ومتشددين من القاعدة. وعمت الاحتفالات مدينة بنغازي معقل المعارضة بعد القرار. وقالت المعارضة ان قرار المحكمة يقضي على أي احتمال للتفاوض مع القذافي. وقال جلال القلال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي لرويترز انه لا يمكن التفاوض مع "مجرمي حرب". ورحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية أيضا حلف شمال الاطلسي الذي ظهرت مؤشرات على توتر بين اعضائه مع طول أمد الحرب في ليبيا دون نهاية واضحة في الافق. ويحذر بعض أعضاء الحلف منذ أسابيع من أن حملة القصف التي فشلت حتى الان في الاطاحة بالقذافي أصبحت تشكل ضغطا على موارد الحلف. من نك كاري وارون جراي بلوك 8