قال متخصصون وباحثون ومحامون في ندوة عربية نظمت الجمعة بالعاصمة المغربية الرباط إن الإسراع بصياغة قوانين واضحة تنظم عمل الصحافة الإلكترونية في العالم العربي أصبح أمرا "ضروريا ومستعجلا"، في ظل تزايد عدد المواقع الإخبارية والجرائد الإلكترونية وتصاعد الاهتمام الشعبي بها. واعتبر مشاركون -في ندوة علمية نظمتها الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية بالتعاون مع المنظمة العربية للمحامين الشباب- أن الصحافة الإلكترونية بدأت تتقوى أكثر في الفترة الأخيرة، بسبب الإمكانيات التي تملكها، من سرعة نقل الخبر والمعلومة، ومجانية تداولها، واستعمال الوسائط المتعددة في ذلك من قبيل استعمال النص والصورة والفيديو والسماح بوضع التعليقات، وهو ما لا تتيحه وسائل الإعلام التقليدية. وشدد مشاركون في الندوة التي ناقشت موضوع "الصحافة الإلكترونية: تجارب ورؤى" على وجوب التفريق بين التدوين كنشاط حر، والصحافة الإلكترونية التي تحترم شروطا وقواعد صحفية واضحة وتلتزم بقوانين تؤطر العمل الصحفي. وينظر الصحفي والمستشار الإعلامي السعودي أحمد العمودي إلى مستقبل الصحافة الإلكترونية بالعالم العربي بتفاؤل كبير، نظرا للزخم الكبير الذي حققته خلال الفترة الأخيرة ووجود محاولات جادة لتقنينها. واعتبر في تصريح للجزيرة نت أن "اللائحة التنفيذية لنشاط النشر الإلكتروني" التي ألحقت بنظام المطبوعات والنشر المعتمد من طرف وزارة الثقافة والإعلام السعودية بداية عام 2011، تعد انتصارا كبيرا للصحافة الإلكترونية، لأنها حققا أهم ما يصبو إليه الصحفيون الذين يشتغلون في فضاء الإنترنت، وهو "الاعتراف الرسمي" بمهنتهم. لكن الأمين العام للمنظمة العربية للمحامين الشباب، محمد اشماعو، يرى أن تقنين الصحافة الإلكترونية قد يحمل بعض المخاطر، من قبيل التضييق على حرية التعبير، والسماح بوضع أساليب رقابية جديدة تحد من الإبداع. وأكد أن الصحافة الإلكترونية تحتاج إلى تنظيم مرن يراعي المصالح من منطلق حماية حرية التعبير والرأي، ولا يحتاج إلى وضع قيود جديدة على حرية الصحافة. من جانبه، يرى رئيس الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية عادل اقليعي أن الصحافة الإلكترونية هي صحافة مسؤولة يجب أن تتحمل مسؤولية ما يتم نشره، وهو ما يدعو إلى "تنظيم" القطاع، وليس إلى "تقنينه" على حد تعبيره. كما على أن ضرورة الإسراع بتنظيم قطاع الصحافة الإلكترونية يستند إلى مجموعة من المعطيات الموضوعية، من قبيل زيادة عدد الصحفيين الإلكترونيين في المغرب، واستحضار تجارب دولية تؤكد على فشل التجارب الفردية التي تغيب فيها مجموعة من الشروط التي تمكن الصحافة الإلكترونية من الاستمرار. 5