مقتل 7 من أنصار الأحمر , الذين فشلوا باقتحام مقر وزارة الداخلية قُتل وجُرح عدد غير معروف من الجنود ورجال القبائل اليمنية عندما تجددت أمس الثلاثاء بالعاصمة صنعاء المعارك العنيفة بين القوات الحكومية وأتباع الزعيم القبلي البارز صادق الأحمر، فيما حملت لجنة الوساطة القبلية الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والزعيم القبلي الصادق الأحمر مسؤولية فشل جهود الوساطة لاحتواء التوتر بين الطرفين والمتفاقم منذ منتصف الأسبوع الماضي. واندلعت الاشتباكات العنيفة، الساعة الثالثة من صباح أمس الثلاثاء، قرب منزل الشيخ صادق الأحمر وحول محيط وزارة الداخلية اليمنية و"اللجنة الدائمة" المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الحاكم، وذلك عقب سقوط المئات من قذائف الهاون والصواريخ المحمولة على منزل الشيخ الأحمر، الكائن في منطقة الحصبة، شمال غرب صنعاء. وقال مصدر مسؤول بالمكتب الإعلامي للشيخ الأحمر ل(الاتحاد) إن القصف خلف أضرارا مادية بليغة على منزل الأحمر الذي انضم, أواخر مارس الماضي، إلى صف الحركة الاحتجاجية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح المستمر منذ 33 عاما. وأوضح المصدر ذاته أن القصف "لم يتسبب بسقوط قتلى"، مشيرا إلى أن مسلحي الأحمر تمكنوا من استعادة السيطرة على وزارة الإدارة المحلية ومبنى مصلحة المساحة والأراضي والتخطيط العمراني، إضافة إلى مركز شرطة الحصبة الذي أحرقت بعض أجزائه بقذائف الهاون. وذكرت وكالة فرانس برس أن سبعة من أنصار الأحمر قتلوا خلال الاشتباكات. وقال مصدر طبي للوكالة إن “ثلاثة قتلى من أنصار الأحمر قتلوا في الاشتباكات مع القوات الحكومية وصلوا الى المستشفى الميداني في صنعاء” في إشارة الى المستشفى الخاص بساحة المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام في وسط العاصمة اليمنية. وذكر مصدر طبي آخر من مستشفى العلوم والتكنولوجيا أن هذه المؤسسة تلقت أربع جثث لمقاتلين من أنصار الأحمر إضافة الى عشرات الجرحى. وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين أتباع الأحمر، وقوات الأمن المكلفة بحراسة المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الحاكم، على بعد 300 متر جنوب منزل الأحمر. واستمرت الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والصواريخ المحمولة وقذائف الهاون، أكثر من ست ساعات، وقد شوهدت سحب الدخان تتصاعد بكثافة من منطقة الاشتباكات, وعزا سكان محليون ذلك إلى احتراق محطة للمشتقات النفطية قريبة من مقر الحزب الحاكم. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت حول محيط وزارة الداخلية، عندما حاول المسلحون القبليون اقتحام الوزارة الواقعة على بعد 400 متر شمال منزل الشيخ الأحمر، زعيم قبيلة "حاشد" أبرز قبائل اليمن، لسيطرة أبنائها على معظم مرافق الدولة. وقال سكان محليون ل(الاتحاد) إن أتباع الأحمر "فشلوا في اقتحام وزارة الداخلية"، مشيرين إلى وجود المئات من المسلحين القبليين المناصرين للرئيس صالح داخل الوزارة "من تأمينها وحمايتها". وينتمي هؤلاء المسلحون إلى قبيلة "بكيل" كبرى القبائل اليمنية، التي تتولى أيضا حماية منشآت حكومية أخرى منها وزارة الاتصالات والشركات التابعة لها.وفد خلت الشوارع الرئيسية والفرعية في الأحياء السكنية المحيطة بمنزل الشيخ الأحمر من أي مارة باستثناء أتباع الأحمر الذين كانوا يشتبكون مع جنود متمركزين على سطح مقر الحزب الحاكم، وكان دوي الانفجارات وإطلاق النار يسمع من أنحاء مختلفة من العاصمة صنعاء. واندلعت الاشتباكات بين الجانبين بعد أن فشلت جهود الوساطة القبلية في إزالة التوتر العسكري والأمني في منطقة الحصبة. وكان وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر المصري رفض، الاثنين، إخلاء مدرسة حكومية قريبة من منزل الشيخ الأحمر، حسب بنود الاتفاق الذي أبرمته الوساطة القبلية بين الطرفين.وأوضح المصدر أن الاشتباكات المتجددة بين القوات الحكومية ومقاتلي الأحمر خلفت ثلاثة قتلى وعددا من الجرحى، وقد شوهدت سيارات الإسعاف تتجه نحو منطقة الحصبة. وقال مصدر طبي بمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، القريب من منطقة الاشتباكات، ل(الاتحاد)، إن غرفة الطوارئ بالمستشفى امتلأت ظهر أمس "بالعشرات من رجال القبائل الذين جرحوا خلال المواجهات" مع القوات الحكومية. وقد شوهد تصاعد أعمدة الدخان من على مبان سكنية وتجارية تمركز عليها أتباع الشيخ الأحمر. إلى ذلك، حملت لجنة الوساطة القبلية بين الحكومة اليمنية والزعيم القبلي البارز الشيخ صادق الأحمر الطرفين مسؤولية "تفجير الموقف عسكريا" بينهما، أمس الثلاثاء، بالعاصمة صنعاء، بعد إبرام هدنة استمرت ثلاثة أيام.وقال الشيخ عبدالله العجير، أحد أعضاء لجنة الوساطة، ل(الاتحاد) إن اللجنة "تحمل الطرفين مسؤولية تفجير الموقف عسكريا وإفشال جهودها". وكانت لجنة الوساطة بدأت في تنفيذ اتفاق بين الطرفين من أجل إنهاء التوتر القائم، حيث تسلمت، الأحد، مبنى وزارة الإدارة الملحية من أتباع الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، التي ينتمي لها الرئيس علي عبدالله صالح. وأشار العجير إلى أن اللجنة كانت قد اتفقت، الليلة قبل الماضية، مع الطرفين على مواصلة تنفيذ بنود الاتفاق بينهما، "لكننا فوجئنا بتجدد المواجهات العنيفة بينهما" في منطقة الحصبة، شمال غرب صنعاء. وقال :" الوساطة فشلت.. ولا أدري هل هناك لجنة وساطة جديدة". وعلمت (الاتحاد) من مصدر بالرئاسة اليمنية أن الرئيس علي عبدالله صالح التقى صباح أمس الثلاثاء زعماء قبائل "لعدة دقائق"، وأنه طلب منهم إلزام الشيخ الأحمر "بتنفيذ اشتراطات الدولة" لوقف القصف المدفعي الذي يستهدفه وأتباعه في منطقة الحصبة. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، عبر موقعها الالكتروني، أن الجانب الحكومي طلب منه لجنة الوساطة القبلية إلزام أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر "إعادة كافة المنهوبات التي قاموا بأخذها من الوزارات والمباني والمنشآت الحكومية" سيطروا عليها خلال الأسبوع الماضي "وليس فقط إخلاء تلك المنشآت". وأوضحت أن من بين المنهوبات "أكثر من 450 جهاز كمبيوتر وآلتي طباعة حديثتين قيمتهما أكثر من خمسة عشر مليون دولار" تم الاستيلاء عليها من قبل رجال القبائل خلال اقتحامهم مبنى وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، حسب موقع وزارة الدفاع. ومن الجدير بالذكر أن صادق الأحمر عرض هدنة حملها وسطاء وتم تداولها مع الحكومة ولكنها لم تصمد طويلاً, وقد نشر التلفزيون الرسمي اليمني صورا قال أنها عمليات تخريب متعمدة لأرصفة الشوارع وأعمدة الإنارة, وقال ضباط يمنيون تابعون للحكومة أنهم استطاعو اوقف الاعتداءات وعادت الأمور إلى طبيعتها, في الوقت الذي نشرت بعض وكالات الأنباء صورا لنزوح عدد من احياء بالعاصمة صنعاء أهمها حي الحصبة حيث قصر الشيخ الراحل عبدالله الأحمر والذي يتحصن فيه الشيخ صادق وبعض إخوانه وقد تعرض القصر لقصف مكثف أمس الأول بعد انهيار الهدنة التي لم تصمد سوى لساعات متأخرة من ليل أمس الأول 1