[b] من بائع ملح وتمر، ثم حامل حطب، ثم راعي غنم في قرية نائية جنوب السعودية، إلى بروفيسور في واحدة من أكبر جامعات أميركا. هذا هو ملخص قصة الطبيب السعودي حامد البارقي الذي لم يكن يدرك أن ركضه في الحياة منذ طفولته اليتيمة لجني قوت يومه بين جنبات قريته الصغيرة (البارق) سيقوده الى مهنة إنسانية راقية شق بها طريقه الوعر بإرادة صلبة، ناقشا اسمه على لائحة النجاح والتميز. فقد توفي والد البارقي وهو صغير، وظل عمه يرعى أمه وإخوته حتى أكمل حامد المرحلة الإعدادية، عندها أبلغه بضرورة أن يبحث عن وظيفة ليتولى مهمة الرعاية. وبالفعل لم يمانع حامد هذا القرار، فوافق عمه على البحث عن وظيفة لكي يؤمن لأهله لقمة العيش، فبدأ مشواره تجاه أسرته متنقلا من مهنة بيع التمر والملح إلى رعي الأغنام. وظل البارقي هكذا حتى أخبره عمه بأنه يعرف شخصية مسؤولة في منطقه تبوك الشمالية ستساعده في الحصول على وظيفة أفضل هناك، فحزم حامد البارقي حقائبه متوجها إلى منطقه تبوك، وهو لا يحمل في جيبه سوى 50 ريالا (12 دولارا) تؤمن طريقه. وهناك ساعدته تلك الشخصية في الالتحاق بالجيش كجندي أول باللواء المظلي، لتبدأ التطلعات تدور في أذهان البارقي، الذي استغرب وجود ضباط يحملون نجوما على أكتافهم بينما هو مجرد جندي. وكان أول سؤال تبادر إلى ذهنه هو كيف يمكن أن يكون مثلهم؟ لتصله الإجابة على لسان الشخصية نفسها التي ساعدته في الانضمام للجيش أن هؤلاء وصلوا لهذا المستوى بالعلم وبالدراسة، فقرر مباشرة أن يكمل دراسته الثانوية ليتخرج منها بتقدير امتياز. وفي تلك الفترة احتاج قطاعه بالجيش إلى ممرضين فتم انتداب البارقي ومعه بعض زملائه، ليحصل على شهادة التمريض، لكن حامد تفوق على كل من كان معهم وحصل على المركز الأول، ليتم نقله إلى مستشفى الرياض. ولم يقتصر الامر على ذلك، فقد قررت ادارة المستشفى ابتعاث البارقي الى الولاياتالمتحدة لدراسة جراحة الفم والاسنان، ليحصل على درجة الدكتوراه، ويعتمد عضوا بالبورد الاميركي ونائبا لرئيس جمعية جراحة الوجه والفكين بأميركا.