لم تعد المهرجانات السياحية التي تقام في فصول وأوقات أومواقع محددة خلال العام مجرد احتفالات استعراضية، الهدف منها التسويق أو الإبراز الإعلامي فحسب ... بل أصبحت هذه المهرجانات سمة تعكس طبيعة وحقيقة المناسبة وذوق المتلقي أو المستهلك ورفع الذائقة الإبداعية لديه من خلال ما يقام من فعاليات وبرامج ثقافية وتوعوية وإعلامية وأصبحت هذه المهرجانات مؤطرة في جانب تنظيمي وبرامج محددة وواضحة وتحظى برعاية واهتمام من قبل جهات عديدة كإمارات المناطق والهيئة العليا للسياحة وغيرها وتتنافس مختلف مناطق بلادنا الحبيبة في إبداع إخراج المهرجانات التي تقام في نطاقها الإداري والجغرافي بما يعكس حقيقة الاهتمام بهذه الفعاليات التي تمس شريحة معينة وكبيرة في المجتمع تشمل الطفل والشباب والأسرة وتراعي أو تلامس ما يهم كل شريحة بما يتوافق مع خصوصية المجتمع السعودي بدلاً من التركيز على عوامل الجذب المصاحبة كألعاب الأطفال والتسوق وغيرها، كما كان يتم التركيز عليه سابقاً، ودخل الاستثمار الاقتصادي للمهرجانات بقوة في دائرة التنشيط السياحي وأصبحت الشركات الاقتصادية الكبيرة تتنافس في رعاية مثل هذه المهرجانات لما تحققه لها من عوائد مغرية. وإذا نظرنا لبعض الفعاليات الخاصة بالمهرجانات التي تقيمها المناطق سنجد البعض منها ذا خصوصية عالية في إبراز منتجات ومقومات وطبيعة المنطقة ويعطيها نكهة تميزها عن غيرها حتى لو لم يهدف ذلك إلى تحقيق أي ربحية مادية ولكنه يعطي بعداً إعلامياً وتسويقياً عن مكنونات هذا الموقع الجغرافي ومقوماته السياحية والاقتصادية والشأن ذاته فيما يخص مهرجانات سياحية على مستوى عالٍ من السمعة والمكانة بالرغم من ضآلة الإمكانيات مقارنة بغيرها ينطبق ذلك على مهرجان المانجو ومهرجان صيد الحريد ومهرجان الربيع .. والتي تنفرد بها منطقة جازان لخصوصية المنتج المراد تسويقه من خلال الاحتفالية والبرامج المصاحبة لها. ويأتي مهرجان صيد الحريد الذي يقام في جزيرة فرسان منتصف أبريل من كل عام كأحد أشهر وأبرز المهرجانات التي تحظى بشعبية وجماهيرية كبيرة لدى أبناء منطقة جازان عموماً وأبناء محافظة فرسان خصوصاً وبدعم ورعاية واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان لهذا المهرجان وغيره من المهرجانات السياحية التي تقام بالمنطقة واليوم تحديداً هو اليوم الذي انتظره أهالي فرسان منذ عام كامل تقريباً حيث يدشن الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز وبحضور العديد من الشخصيات الرسمية والإعلامية انطلاقة صيد الحريد في احتفالية بهيجة قلما يوجد لها مثيل.. وليس ذلك فحسب، بل أن هذا المهرجان تصاحبه البرامج والألعاب الشعبية والفلكلورية الجميلة التي تعبر عن عراقة وأصالة المجتمع الفرساني وتمرسه في الإبداع الفني الذي يحاكي روعة مناسباته ( كالحريد - والزقة - والشدة) إضافة إلى ما هو معروف من حب الرجل الفرساني إلى الغوص في أعماق البحار بحثاً عن اللآلئ والأصداف النادرة كما هو عاشق للسفر والترحال والبحث عن الجميل والجديد حتى انعكس ذلك في صورة الفن المعماري الفرساني وتجلى وأضحاً من خلال روعة البناء وجمال النقوش الزخرفية النادرة في بعض المجالس أو مباني المساجد القديمة بفرسان .. إضافة إلى الآثار العريقة والشواهد العتيقة واحتراف الشعر والفن مما يؤكد مدى اعتزاز المجتمع الفرساني بثراء وتنوع تاريخه وموروثه الشعبي وولهه بالإبداع ومحاكاة الماضي العريق. ولقد اهتم سمو الأمير محمد بن ناصر بعوامل الجذب السياحي والاقتصادي للمنطقة عامة ولجزيرة فرسان بشكل خاص فأصبح ذلك من أولويات سموه نظراً لما تمتلكه من مقومات الجذب السياحي وبروعة الطبيعة وتنوعها وغنى جزر فرسان بالحياة الفطرية والشواطئ الفاتنة والطبيعة الساحرة ووجود الأيدي العاملة المنتجة مما كرس اهتمام سموه بذلك. وتدشينه يحفظه الله مساء البارحة وهذا اليوم للعديد من المشروعات الحيوية بالمنطقة بجزيرة فرسان لدليل حقيقي على اهتمام سموه بتنمية هذه الجزيرة وتطويرها لتصبح من المناطق السياحية والاستثمارية الرائعة وسط ترحيب أهلها وفرحتهم بكل زائر ومهرجان الحريد أحد أهم عوامل الجذب السياحي لهذه الجزيرة الجميلة وأرخبيلها الأجمل الذي يربو على (100) جزيرة نأمل من أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين استغلال الفرص المتاحة لإقامة مختلف المشاريع والمرافق الاقتصادية عليها لتصبح بوابة السياحة الجديدة وهي حقاً دعوة تستحق المبادرة من رجال الأعمال والمستثمرين في بلادنا الغالية. *وكيل إمارة منطقة جازان المساعد للشؤون الأمنية رئيس اللجنة العليا لمهرجان الحريد