إذا كان نحن العرب على الأقل نستخدم اسماء الحيوانات للاحتقار والشتيمة فنقول عندما نصف أحداً بالغباء بأنه حمار ونشبه الأطفال في فرط حركتهم بالقرود ونصف ذلك بالحرباء وتلك بالأفعى ... فإن أهل الشرق تمتلئ مطابخهم ومطاعمهم بأنواع الكلاب والقرود والقطط فضلاً عن الصراصير والجرذان والحشرات والزواحف التي لا تسلم من أسنانهم. أما ما يثير الدهشة حينما ترى الغرب يتعاطفون مع الحيوانات عندهم أكثر من تعاطفهم مع الإنسان فهناك منظمات دولية طالبت في نقل حديقة تعز باليمن وحديقة الحيوان من غزة بحجة الخوف عليها من الموت لأنها تقع تحت الحصار ويزيد الأمر غرابة ما يقوله البعض من أن حيواناتهم صامتة فالحمار مثلا لا ينهق والكلب لا ينبح والقطط لا تموء وقد يتجاوز البعض ذلك فيقول إن ديكتهم لاتؤذن لأنها ليست مسلمة وكأن لهم عقولاً لا نملكها أو أن لهم عيونا ترى ما لانرى يقولون بأن كلنتون كان من أكثر رؤساء أمريكا حباً للكلاب . ومن منا لم يسمع برسائل العزاء في وفاة كلبة الرئيس بوش الأبن وكل رؤساء أمريكا اخذوا بنصيحة الرئيس هاري ترومان التي تقول(( إذا أردت صديقا في واشنطن فعليك بأقتناء كلب )) وانتشرت تلك الظاهرة فيما بعد عند بقية رؤساء أوروبا وذهب في تقليدهم لاعبوا الكرة والفنانون وغيرهم ...ومن المؤلم أن تلك الحقوق وفي عصر الألفية الثالثة قابلة للتجزئة مادام الانسان لدينا في منظورهم ليس بأفضل من الحيوان. فغذا قتل نصراني واحد في بلاد المسلمين تجد أن منظماتهم تقيم الدنيا ولا تقعدها أما قتل مئات الألوف وتشريد ملايين البشر كما يحدث اليوم في سوريا والعراق وأفغانستان فمسألة فيها نظر فأين حقوق الأنسان من حقوق الحيوان ؟فإن كانوا يدعون بأنهم أول من نادى بتلك الحقوق وأنهم هم أصحابها كما نصت علية مواثيقهم الدولية وإعلاناتهم العالمية فإنهم أنكروا الحق وغيبوا الحقيقة فديننا العظيم هو أول من نادى بها . ورسولنا الكريم أول من دعا لها في حين كانت غائبة عنهم وما احتضنوها مؤخرا إلا ذريعة في تقسيم بلادنا ووسيلة للتدخل في شؤوننا حسب مصالحهم الاقتصادية وأهدافهم السياسية وما على الآخرين إلا التصديق بما يقولون والتطبيل لما يفعلون طالما تلك الحقوق تقع تحت هيمنتهم الظالمة وأحكامهم الجائرة وحكوماتهم الخفية التي استطاعت تشتيت الفكر إلى مذاهب عرقية ونزاعات طائفية لم تكن لفرط ذكاء منهم وإنما لأننا غثاء كغثاء السيل .