تمييعًا للجريمة وتلبيسًا على العوام وتلاعب بالألفاظ يحركة إما جهل وهذه مصيبة أن تكون صادرة ممن ينتسبون للعلم والعلماء أو يحركه الهوى وتكون هنا المصيبة أعظم وأطم نسأل الله العافية والسلامة ، كل ذلك يحصل عندما يخرج لنا من يسمي الدواعش والقاعدة (بغاه) ويتجاهل التسمية الشرعية وهي تسميتهم بالخوارج . التسمية لها اعتبار في باب الأحكام وإصدارها عليهم فأحكام البغاه تختلف عن أحكام الخوارج عند سلف هذه الأمة . يقول ابن قدامة رحمه الله تعالى في المغني في كلامه عن البغاه ((قوم من أهل يخرجون عن قبضة الإمام ويرومون خلعه لتأويل سائغ وفيهم منعه يحتاج في كفهم إلى جمع الجيوش فهؤلاء البغاه"؛ بالتأكيد تعريف ابن قدامة يعري من زعم ان الدواعش بغاه ويفضح جهلهم وهواهم . التعريف الصحيح للدواعش ماذكره صاحب فتح الباري رحمه الله تعالى "الخوارج جمع خارجة أي طائفة وهم قوم مبتدعون سموا بذلك لخروجهم عن الدين وخروجهم عن خيار المسلمين )).هنا يظهر الفرق الشاسع بين التعريفين وبالتأكيد الفرق الشاسع في الأحكام المناطة بهما فليس كل البغاه خوارج وبالتأكيد كل الخوارج بغاه . وسعي بعض الدعاة إلى تسميتهم بالبغاه وتكرار ذلك على المسامع في كل لحظة ماهو إلا محاولة يائسة إلى مد حبال النجاة لهؤلاء الشرذمة الخارجة المارقة ولن استنكف ان اقول لعل العقيدة الخارجية تجمعهم فمنهم من يكفر ويفجر ومنهم من يبرر ويعتذر ويتلاعب بالألفاظ . وما يؤيد هذا القول ان لهم كلام سابق ينادون فيه بخروج بعض المتهميين بالأرهاب من السجون بدعاوى الإصلاح ودعاوى النصح وانهم مغرر بهم وانهم من اهل الفضل ويظهرون امام الناس ويناشدون الملك ايده الله والحكومة الرشيدة ان يصفحوا عن هؤلاء الأرهابيين . السنة القوم شاهدة على مافي قلوبهم فرغم ان السجون مليئة بهؤلاء الخوارج وعندما خرجوا كثير منهم رجع لفكره وعمله المشؤوم ورغم ذلك مازال المعتذر يعتذر ويلبس ويوهم الناس . ولنعلم ان تسميتهم بالبغاه يعني ان لاتشملهم احاديث الخوارج وأن منهم المجتهد والمعذور وأن الصلح معهم أفضل ويستشهد ان الصحابة في صفين لم يقاتلوا البغاه وهذا تلبيس كما قلنا فهم خوارج كفرونا مبتدعة استحلوا دمائنا متفق من الصحابة وعلماء الأمة قديما وحديثا على قتالهم وقتلهم وان ذلك اعظم الجهاد.