1 - التكفير: فقد كفروا علياً بن أبي طالب- رضي الله عنه-، وكفروا معه جل الصحابة والتابعين، وطلبوا من علي بعد التحكيم الذي اتخذ ذريعة للخروج عليه أن يسلم من جديد، وقالوا: لا حكم إلا لله، فقال علي: كلمة حق أريد بها باطل! وقد أطلق الخوارج على أنفسهم آنذاك اسم المؤمنين أو جماعة المؤمنين، أي أن من سواهم ليسوا كذلك، وقالوا إن « كورهم « أو هجرهم التي نأوا بها عن ديار المسلمين هي دار السلام وما سواها دار حرب! وقد اتبع الخوارج الجدد منذ بدأت ظاهرة التكفير أسلافهم القدماء؛ ففي مصر أطلقت على نفسها إحدى الجماعات الضالة « جماعة المسلمين «! وتعتقد جماعة «داعش» أي جماعة الدولة الإسلامية أن ما سواها دار حرب ودارها التي اغتصبتها بالقتل وسفك الدماء واغتصاب الأموال دار السلم، وتعني أن دولتها المزعومة هي الإسلامية وما سواها دول كفر وإن تسمت بالإسلام أو اعتقد من يحكمها أو يسكنها أنهم مسلمون؛ ولذا توجب قتالهم وتدعو إلى الهجرة من ديارهم إلى الدولة الإسلامية! 2 - اقتدت جماعة « داعش « بمفارقة آبائهم الخوارج جماعة المسلمين؛ فاتخذت لها مساحة كبيرة مقتطعة من أراضي العراق والشام وأسمتها دولة، وبذلت جهداً إعلامياً كبيراً من خلال وسائط التواصل الاجتماعي لدعوة الشبان المندفعين إلى الهجرة إلى الدولة المزعومة دار الإسلام، والتخلي عن ديار الكفر التي يحكمها كفار ويقطنها مرتدون! 3 - اتبعت « داعش « أسلوب التخفي بدءا ثم الظهور ثم الدفاع ثم الإمارة ثم الخلافة، وهذا كان أسلوب الخوارج القدماء الذي اصطلحوا عليه بمصطلحات معروفة، وأسموها « حد الشراء « أي الذين اشتروا الجنة بزعمهم، وحد الكتمان، وحد الظهور عند قيام دولتهم تحت قيادة إمام الظهور، ويقابله هنا أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي! 4 - اتبعت داعش طريقة أسلافهم الخوارج؛ فلقبوا زعيمهم ب « أمير المؤمنين « وكان الخوارج المؤسسون قد تلقبوا ب « أمير المؤمنين « لينتزعوه من الخليفة علي بن أبي طالب. 5 - اتخذ الدواعش التلقب بالكنى؛ رغبة في التخفي، كما فعل أسلافهم الخوارج؛ لئلا يعرفوا عند تسللهم من أهاليهم وعوائلهم وبلدانهم؛ كما قال أحد أسلافهم زيد بن حصن الطائي « ولا تخرجوا من الكوفة جماعات، ولكن اخرجوا وحدانا لئلا يفطن لكم « وتعارفوا بالكنى مثل: أبونعامة قطري بن الفجاءة، أبوسماك عمران بن حطين، أبو الضحاك شبيب بن زيد، أبو فديك عبد الله بن ثور بن قيس، أبو بلال مرداس بن أدية المربعي، أبو طالوت في اليمامة، ويندر اليوم أن نتعرف على أحد الدواعش إلا بعد بحث؛ ولكن الظاهر للمتابع كناهم فحسب، فهم أبو بكر القحطاني، أبو هاجر الحجازي، أبو سعد الجزراوي، أبو لؤي التونسي، أبو عمر الشيشاني، أبو بكر البغدادي، وهكذا. 6 - قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث ذي الخويصرة إن علامتهم « التحليق « وهو ما عرف به الخوارج بعد معركة صفين 37ه فقد كان العرب آنذاك يطيلون شعورهم فخالفهم الخوارج وحلقوا شعورهم ليكون التحليق لهم ميزة يعرف بعضهم بعضاً به؛ ولأن الصفة الغالبة اليوم على الكثرة الكاثرة من الناس تقصير الشعور أو حلقها تعمد الدواعش ومن قبلهم أو ماثلهم في التكفير إطالة شعورهم بصورة لافتة النظر. 7- اتبع الدواعش أسلوب الذبح بالسكين الذي كان يمارسه الخوارج الأسلاف؛ كما فعلوا مع عبد الله بن خباب بن الأرت، وجاريته الحامل التي بقروا بطنها وأخرجوا جنينها وقتلوه؛ باعتباره كافراً! والدواعش اليوم ينحرون ضحاياهم على الشاشات بالسكاكين ويقتلون النساء خنقاً. 8- استسهال إراقة الدماء؛ فيقتلون على المعصية كالسرقة أو شرب الخمر أو الإفطار في رمضان.