يشير علم النفس الجنائي لإمكانية التأثير السلبي على العقل البشري وتهيئته لتقبل إيحاءات سلبية ودفعه لممارسات عدوانية هذا وقد حذر ديننا الحنيف السمح من رفقاء السوء لتأثيراتهم السلبية في دفع الآخرين لسلوكيات غير سوية. وفي الحديث الشريف عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً"، رواه البخاري ومسلم. يحْذِيكَ معناه يُعْطِيكَ. وقد ورد في هذا الحديث الحث على مجالسة أهل الخير، والتحذير من مجالسة أهل الشر. وفيه الحكم بطهارة المسك وهو أطيب الطيب كما جاء في الحديث الشريف. فمن خالط الصالحين وجالس ذوي البر والتقوى والمروءة وأصحاب مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، فإنه غالبًا ما تناله نفحة طيبة بصحبتهم فيسلك مسالكهم، وفي الحديث الشريف "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أبو داود. فمن عقل المرء أن يختار صحبة الصالحين المشهود لهم بالإعتدال والوسطية فهم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم.. ومن خالط صحبة السوء والمتشددين ناله نصيب من توجهاتهم . ويتعين الحذر منهم مع مناصحتهم من جانب المختصين والمعنيين بما يصلح حالهم ويجعل منهم أعضاء مخلصين لدينهم ومليكهم ومسهمين في بناء وطنهم. حفظ الله لنا ديننا ومليكنا ووطننا وأدام علينا الأمن والرفاه..