المتتبع للوضع في العراق من اليوم الذي صدرت فيه فتوى التحشيد والتكريس الطائفي والى يومنا هذا وابناء العراق العزل يقدمون كالقرابين لكراسي الساسة ومناصب المسؤولين ويحرقون بلهيب نار الفتنة الطائفية التي كانت من مسبباتها تلك الفتوى المشؤومة التي لم تكن في صالح العراق . ومن أجل طرد تنظيم داعش الإرهابي لا بل كانت لاجل مصالح جارة السوء ايران ومن اجل المحافظة على معاقلها ومن اجل توسيع نفوذها وتحقيق احلام الإمبراطورية الفارسية الحالمة وان تواجد تنظيم داعش الارهابي الذي هو من افرازات واخفقات تلك السياسة الرعناء من عملاء ايران وغيرهم اصبح ذريعة ومبرر لتواجد ايران ودخولها المعلن الى العراق بحجة مكافحة الارهاب والحفاظ على المقدسات ومع مرور الايام انكشفت كل الاوراق وبانت الحقيقة للعقلاء ومن هو المستفيغد الاول ومن هو الرابح من هذه المعارك ومن تواجد داعش ومن الفتوى التي لم يجن منها العراقيون الا التناحر والتقاتل وتهجير الآلاف واصبحت ذريعة للسرقات والنهب وحجة لدخول المحتل الايراني الذي استغل هذه الفتوى ليجثم على صدور العراقيين ويعبث بمقدراتهم لنرى ومنذ اللحظة التي صدرت به الفتوى السيئة الصيت ولغاية اليوم لم نسمع الا الانتكاسات والهزائم والمعارك الخاسرة . وبدلاً من أن تُحرر الموصل واذا بالمدن والمحافظات الاخرى تسقط واحدة تلو اخرى وهذا ما اكده المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني خلال اللقاء الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائيةفي برنامج عمق الخبر بتاريخ 17 آب 2015، والذي حلل خلاله فتوى التحشيد الطائفي منبّهاً الى أن الفتوى ظاهرها للعراق وأن جوهرها ولبّها يخدم إيران ومشاريعها وإمبراطوريتها بقوله (....... صدرت فتوى التحشيد من المرجع فالتحق شبابنا وكبارنا الطيبون بالحشد وتحت إمرة القادة الفاسدين وبدون سلاح وبدون تدريب وبدون خطط عسكرية فالنتيجة وقعت بهم المجازر تلو الأخرى ومجزرة سبايكر الكبرى غير خافية عليكم وتلتها مجازر ومجازر ولا زالت مستمرة. صدرت الفتوى والمعارك والمؤامرة في الموصل، فببركة الفتوى سقطت صلاح الدين والرمادي ومناطق من كركوك وديالى بيد المسلحين الأربعمائة. وكانت المعارك في الموصل وبحكمة الفتوى وعمق الفتوى صارت المعارك على أبواب بغداد وكربلاء. صدرت الفتوى وأهالي المحافظات المنكوبة صلاح الدين والانبار وديالى وكركوك والموصل يستنجدون ويتوسلون المرجعية وكل المسؤولين بأن يسلحوهم أو يسمحوا لهم بتسليح أنفسهم وحمل السلاح للدفاع عن محافظاتهم وأهليهم، لكن جوبهوا بالرفض وتهم الخيانة والعمالة والنواصب والدواعش والبعثية والصداميين. صدرت الفتوى ومُنع أبناء المحافظات من أن يدافعوا عن محافظاتهم، فإذا بأبنائنا وأعزائنا في الوسط والجنوب يزجون في معارك خاسرة صاروا ضحايا وقرابين لمخططات ومشاريع سياسية قذرة من اجل توسيع إمبراطوريات وحماية امن دول أخرى. صدرت الفتوى لكنها لم تغير شيئا ولم تضف الى الواقع شيئا، فالحقيقة أن نفس المليشيات الموجودة أصلا صارت تعمل بغطاء وبعباءة الفتوى وصار تتكسب شبابنا الأعزاء للالتحاق بها بعنوان الفتوى وغطائها. صدرت الفتوى وإذا بالمفاجئة في أول أيامها فتخرج تظاهرات تطالب بالرواتب والدعم المالي للحشد الى ان وصلت الأمور إلى أن تردف المرجعية فتواها بفتوى ودعوى التمويل الذاتي للمليشيات والحشد من أموال وممتلكات الناس التي تركت بيوتها من مناطق القتال فصار السلب والنهب بغطاء شرعي وفتوى غررت بشبابنا أبنائنا أعزائنا. صدرت الفتوى وفتحت أبواب الفساد على مصاريعها وبإضعاف ما كانت عليه فالجميع مستغرب من تسابق السياسيين والمسؤولين وقادة المليشيات الفاسدين لتأييد الفتوى والترويج لها وسنّ وتقنين فتح الميزانية لها، ولكن تبين لكم أن الفتوى فتحت اكبر باب من الفساد والسرقات التي لا يمكن لأحد أن يشير إليها فضلا عن يكشفها ويفضحها ويمنعها فصارت ميزانية الدولة مفتوحة لفساد الحشد وسُرّاقه، فكل فاسد أسس مليشيا ولو بالاسم فقط تضم عشرات الأشخاص لكنه يستلم رواتب وأموال تسليح وتجهيزات لآلاف الأشخاص فيجهز العشرات بفتات وينزل باقي المليارات بالجيب في الأرصدة وشراء الأملاك والأبراج في دول الشرق والغرب خارج العراق.