نسمع في الحياة أمورا قد لايتقبلها العقل لكنه واقع نعيشه .قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، لكننا نتفاجأ أن هناك أشخاصا يجعلونك تشعر أن الله خلقنا لنأكل .فتجدهم عند الفرح والحزن والغضب والملل وحتى عند الشعور بالنوم يأكلون ويأكلون ويأكلون .بل أن الأمر يتمادى لأكثر من هذا فتجد الطعام هو الوسيلة التي يراضون بها ابناءهم ليثبتوا به محبتهم . ماذا لو رأينا يوماً هذا الوعاء الذي يملاونه بالأكل والمسمى بالمعدة يصرخ مستنجداً متمرداً على مايحدث له وواضعاً لوحة مكتوب عليها " متوقفة للصيانة حتى إشعار أخر " في كثير من مجتمعاتنا يعتبر الشخص قليل الأكل غير طبيعي ومريض ويهرعون به لأطباء التغذيه أو بإنقاذه بأدوية ووصفات فتح الشهية ان الوضع يحتاج لتوقف ، فالتربية ليست تربية الجسد بحشوه كأكياس العشب .. ان مايحدث يشعرنا أن كثيرا من الناس يتجاهلون أننا نأكل لنعيش وليس نعيش لنأكل والفرق بينهما شاسع..ولم يتركنا ديننا الاسلامي ورسولنا عليه الصلاة والسلام دون أن يوضح لنا أن الاكل السليم ليس بملء المعدة حتى نصل لمرحلة الخمول والكسل أو ضيق النفس حيث قال عليه الصلاة والسلام : " ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كان لا محالةَ : فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه وثُلُثٌ لنفَسِه " حديث حسن صحيح". أما حان الوقت لكثير منا أن يعي أن الزيادة في الأكل هي أسوأ من نقصانه ؛ فالتربية الحقه هي تربية الأخلاق لا تربية الجسد .