ردا على مقال " لعمرو صليح " ناصري ... بموقع يحمل لنك ( حركة واحدة ... ) واسم الموقع الطريق الى الحركة العربية الواحدة اسم آخر ، بمقال اسماه (الملك فيصل بن عبد العزيز ( الأضواء و الظلال )... لم يحمل أضواء ولا ظلال بل استنهاضا لإفك وليست ظلال بل محض ضلال وتعمية ، تطرق فيه بهجوم أرعن كعنز تناطح صخور جبال السراة أو أهرامات مصر العروبة ، مصر الماضي واليوم ليست مصر التي أمتهنها أدعياء القومية العربية ، بل مصر العروبة والاسلام ، مقال جاء سيئا مضمونا وشكلا وتوقيتا ، من نكرة جدير أن يظهر اسمه الا في الخرائب و الكهوف المظلمة كما هو . وإكراما لذوق القارئ ، ولمصر ، ولنقاء واصالة العلاقات السعودية المصرية المتجذرة ، ولمكانة المملكة العربية السعودية ، ودورها الاقليمي العربي والاسلامي والدولي ، كان عليَّ أن أرد ، بعد أن أرسل إليَّ أحد الأصدقاء برابط المقال الافترائي ، وأعتقد جازما أن توقيته سيئا للغايه ، قصد منه كاتبه أن يغرد خارج السرب ، ويسبح عكس التيار ، فلم يجد سوى أن يرمي بحقده لبلده قبل أن يفتئت على أعلام ورموز المملكة واختار الملك فيصل يرحمه الله لما كان يحظى به من تقدير عالٍ لدى العرب والمسلمين ، وخلودا لاسمه باعتباره ألمع زعيم عربي في عصره ولا يزال مضرب مثل للحنكة والديبلوماسية والصرامة ، فالكاتب لايزال بجهله وحماقته يحسده وفقا لانتمائه القومي البغيض ، وعرج على جميع ملوك المملكة بدءا من المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز يرحمه الله .. فأقول : كانت السياسة السعودية الواعية حين اشار الملك عبد العزيز على وفود قدمت ليشارك بالحرب عام 48 فقال لهم : لنسلح أهل فلسطين فهم الأقدر على مقاومة اسرائيل ، أما تذهب جيوش من بلدان محتلة ويقودها بريطاني فلن تنجح ، فلم يسمعوا مشورته ، وشارك معهم كي لا يؤولوا عليه كذبا ، وهذا ما صار ، من هزيمة مروعة لمقاومة يقودها جلوب باشا ، وتعليق هيكل الأخير يدحض مقولاته عن الفيصل وتحريضه لإسرائيل ضد مصر ، فهو من وقف بصلابة من اجل فلسطين والقدس ، وفشل عبدالناصر بالتقاط الرسائل التي كانت تصله عن هجوم اسرائيلي على مصر لم يأخذها مأخذ الجد لعلاقته بأميركا وتطميناتها له . أما عن حرب اليمن ، فكان استجابة عبدالناصر لمساندة الانقلابيين أشباهه ، على الامام البدر ، بعد ان استقبل عبدالرحمن البيضاني ، والذي كان شاعرا وسياسيا يمنيا ، كان ينشد للإمام بأنه له يركع ، وكان سفيرا له بألمانيا فطار الى عبدالناصر وقابله ، وطلب منه التدخل قائلا : " فقط ترسل بضع دبابات وكتيبه مصريه تنهي الوضع " فأوفد ناصر السادات وتوالت التعزيزات ومنيت القوات المصرية بخسائر فادحة بحسبانه يجعل من اليمن مدخلا ، وواقعة تسلل قوات مصرية واختبائهم تمهيدا للهجوم على نجران ، ماذا كانوا يريدون ؟ .. ولكن تمت مباغتتهم قيل الفجر ، ، لم يسأل عنهم ناصر ، ولم يفاوض ليستلم رفاتهم ، في أبشع استهانة بالشعب المصري الذي ورطه بمغامراته البائسة ، في حين وبإذاعة صوت العرب تحمل الفيصل سباب وشتيمة ناصر ، وترفع من مجاراته . ولم يتطرق الكاتب لأحلام ناصر ، الذي زج بشعبه بالسجون ، واصبح دمية بين صلاح نصر وعبدالحكيم عامر وسهراته الماجنة عشية ضرب اسرائيل لمصر ، أما عن فلسطين ، فهذا الأمر لا يعدو كونه كلاما استهلاكيا ليؤيد وجهة النظر الناصرية ،فهو كاتب أخبار صوت العرب ليذيعها أحمد سعيد " وفردة كعب عن تل ابيب " وإسقاط 80 طائرة اسرائيلية بأول يوم !، وعن صفقة مدرجات الطائرات المهترئة و مخابئ الطائرات التي كان الفساد يشوبها برشوة المقاول لضابط مهندس بسلاح المهندسين وبمعرفة عامر . ثم اذا كانت السعودية تعادي مصر وشعبها فليستلهم كاتب المقال زيارة الملك عبدالعزيز بعهد فاروق ، وعلاقة السعودية مع مصر بعهد السادات ومبارك والى الآن بعهد خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي ، ثم أن ناصر قد تحمل الهزيمة وعرف ان اطلاقه العنان لعامر ، والذي لم يكن باستطاعة أن يقيله أو أن ينبس ببنت شفة أمامه فكان اغتياله بالسم ، بمنطق أن بالسياسة كل شيء جائز ، وكما تدين تدان ومن يخطط ويحشد بأبواقه بصوت العرب على الرجعية العربية ، لتماهيه مع الروس كونهم مولوا السد العالي ، ونشر هذه المقتطفات لن تجد لها اذنا صاغية بهذا التوقيت .. أما عن الاخوان فكان الملك عبد العزيز يرحمه الله ... قالها لحسن البنا ، ورفض فتح مكتب له اما عن وجود اخوان كانوا يدرسون بالسعودية فلم يكن الا تعاقدا مع معلمين وأساتذة ، للتدريس باعتبارهم مصريين فقط ، ولم يكن أحد يخشاهم، ثم ان ناصر كان مع الاخوان بمعسكر واحد في الفالوجة بحرب 48 ، وكانت له تطلعات للزعامة وفتن الشعب به لكاريزميته لا لأفعاله . أما عن هيكل والاستدلال بآرائه وما ينثره من سموم فلا يعتد بما قاله أو يقوله ، كونه شاهد زور ، وبالسياسة هنالك فعل ورد فعل يناسبه مع أن المملكة بكل تاريخها لم تكن معتدية على أي دولة عربية ، بل حاضنة لهم ، ثم لكل حالة سياسة متطلباتها ،فاليمن دولة جوار للسعودية وتدخل مصر لم يكن لنصرة جمهوريين على ملكيين بل رساله يريد ايصالها أن الأنظمة الملكية في الطريق ...وقضية تآمر الفيصل مع الاخوان كذب لا يستحق التوقف عنده. . ثم أن ما بين الشعب المصري والسعودي لا يصنعه الزعماء ، بل هو راسخ وتعرف الشعوب العربية قاطبه أن ناصر لم يكن يرى غير الفيصل منافسا له في الزعامة ، أما سوريا والملك سعود والانقلابات وفض الوحدة السورية المصرية تعود لناصر وعامر لتسلطهما حتى أن الحاكم لإقليم سوريا كان مصريا ورؤساء الفرق والألوية واصبح المواطن السوري تابعا لا شريكا في وحدة ، وان توجه السراج للوحدة مع مصر بطيب نفس وبحس عروبي ولم يكن لفرض زعامة ناصر وتطويبه نجما عربيا . ناصر طموحاته فاقت قدراته ، وقد كانت مصر دائنة لبريطانيا قبل مجيئه ؛ فحولها إلى مدينة بعنترياته ، كما حول صدام العراق وكما صنع القذافي بليبيا ، ولولا الدعم السعودي بقمة الخرطوم قمة اللاءات الثلاث ، وقبولها بالاستفتاء على الوضع اليمني بعد هزيمة مصر من اسرائيل ، كان يمثل العقل لا العاطفة والنصر لا الهزيمة ، ثم لم يقل الكاتب كم جندي مصري قضى في اليمن ولأي هدف ، وما تحقق باليمن منذ ذلك الوقت الى الآن ، هل يعلم أن ناصر أعطى اوامره لرمي الجنود المعاقين والجرحى بعرض البحر الأحمر حتى لا يؤلب وضعهم عليه بعد عودتهم اشباحا . الفيصل وقف بحرب 73 وتحقق النصر ، وناصر انهزم بحرب 67 ، وأغفل التقارير الاستخباراتية ، ولم يأخذ بما أرسل إليه من ضباط مخابرات مصريين كانوا بقلب تل أبيب ، ولا رسائل زعماء الهند بما تعتزم اسرائيل القيام به وبدلا عن ذلك خطب ونام قائلا " سنستوعب الضربة الأولى " فكانت الأولى ثابتة وليست الثالثة ، بينما السادات تكتم وخطط ونجح ،أما عن مراسلات السفراء والوثائق عن تاريخ مضى ، ولماذا اقتصرت على ما هرفت به ، ولم تورد مراسلات جمال مع الاميركيين وتودده اليهم لتمويل السد العالي . ثم لم تورد تآمر ناصر على المملكة بعهد الملك فيصل يرحمه الله ؛ ومن الذي ساهم في احباطه ، وعبر من تم القبض عليهم في سفينة بقاعدة بحرية سعودية على شاطئ الخليج ، كانت اسماؤهم وقائمة طلباتهم لأسلحة قد أرسلت إلى الاتحاد السوفيتي سابقا ، فتَبِلَغَت ... الجهات المختصة بالمملكة ، فكشفت قبل تنفيذ مخطط مراهِق ، خطط له " ناصر بعهد توتيره للعلاقة مع المملكة . إن خطأ الكاتب فادح بتوقيته ، و حرفيته منقوصة .. كان عليه أن يبرز بمقاله عن الجانبين بحيادية ولا يسير خلف أجندة خيال المآتة هيكل ، الذي يستشهد بتفاهاته المريضة .. والمرفوض من الاعلام المصري ويعيش في مرحلة تخطاها المصريون والعرب ، ما فتئ يدندن على أثير معشوقته " الجزيرة " ؛ بأن لديه اسرارا ، مِمن يا ترى ؟ فأسراره لا تتجاوز عام 1971 ، وبعدها تم تحييده .. وها أنت تسير على طريق ضلاله و على وتر القومية العربية التي فشل الرهان عليها ، واختم بالقول للمدعو ..عمرو صليح : "من قاعَهُ من تبن لا ينبشه وبه الكثير مما يفضح هيكل وعصر ناصر ، وبالفم لا يزال ماء ..عن تلك المرحلة القاتمة ، فما يعيشه الوطن العربي الآن غير ملائم لكشف المستور عن أصنامك ... 1