إن الله سبحانه بكماله ،وجماله ،وعلوه ، وغناه إﻻ أنه يحب عباده الفقراء إليه بل ويتودد إليهم ، ويتقرب منهم ، ويربيهم حين يحتاجون إلى تربية فالبلاء والمصيبة تربية من الله لعبده حين يخطئ ، ويتودد إليه ويكافئه بالنعم حين يكون على صواب. بل أعظم من ذلك! أن الله إذا أحب عبدا نادى في السماء إني أحب فﻻنا فأحبوه ، ويلقي حبه في قلوب عباده ،فيحبه من في السماء ومن في اﻷرض. ولرسول الله -صل الله عليه وسلم- مشاهد في الحب كثيرة ، منها تقبيله للحسن والحسين ، وحبه ﻹبنته فاطمة الزهراء -رضي الله عنها-فحين تقبل في زيارة أبيها -صل الله عليه وسلم- يقوم من مجلسه ويقبلها في جبينها ويجلسها مكانه -صل الله عليه وسلم-الحب فطرة ﻻينكرها أحد ،ويشعر بها اﻹنسان وحتى الحيوانات. ولكن مالذي حدث حتى يرى الحب على أنه شيء سيء؟!حين غاب الحب داخل البيت محفوظا مصونا ، ظهر الحب خارج البيت مغدورا به.نعم الوالدين يحملون الحب ﻷبنائهم وبناتهم ولكن ، الحب ليس تربية فقط ، الحب مشاعر وأحاسيس ، قبل أن تشعرهم بالخوف عليهم ، حسسهم باﻷمان في القرب منك قبل أن توبخهم على خطأهم أعطهم الثقة في أنفسهم وتحمل أخطائهم. أيها اﻷب وأيتها اﻷم لتكن كلماتكما سلسبيﻻ عذبا ونهرا يجري بالحب ولتكن أحضانكما أمان ﻷبنائكما وبناتكما ودفئا ناعما يغطيهما ،ربوهم بحب محسوس ، علموهم بحب ملموس ، واﻻ فﻻ تلوموهم إن بحثوا عن الحب خارج اسوار البيوت ، فهناك ذئاب تطوف حول البيوت تنتظر فرائسها من بيوتكم ، فالحب خارج البيوت موجود ولكنه مقروناً بشهوة ونهايته سمعة وندامه ،الحب خارج أحضانكم أيها اﻷباء واﻷمهات تجمله اﻷفﻻم والصور والروابط الفاضحة ، إن أبناءكم أمانة في أعناقكم وعليكم رسالة إن أضعتموها ستتلقفهم أفواه الذئاب المنتظرة ، فجسدوا رسالتكم باامثل والقيم والحرص ، واحفظوها بالحب