نُبِّئْتُ أن ثَعْلَبآ طويلَ ذيْلٍ أرْبَدَهْ "1" من خُبْثهِ ومَكْرهِ ثَوَى بِدارِ مَأْسَدَهْ مُرافِقآ للأُسْدِ،وال أُسود فيه مُزْهِدَهْ أوَى إلى عَرينِهمْ بِلبْدةٍ مُجعَّدَهْ مُقلّدآ زئيرَهمْ بنَبْرةٍ مُجَدّدَهْ وظنّ – من غَفْلته أن الزَّئيرَ أسّدَهْ مكوّنآ من الدّجا ج، فِرْقةً مُجَنّدَهْ وصدّق المغْرورُ ما قَلّدَهُ ولبّدَه ْ"2" يخْتالُ في مَسيرِه كأنّه ابْن كَلَدَه ْ"3" بخطْوةٍ وئِيدةٍ ونَظْرةٍ مُبَلّدَهْ وزادَ في غُرورِه مُغاليآ في البَغْدَدَهْ تعَوّد السُّؤالَ إلْ حافآ وزاد في الكَدَه ْ"4" فعَيْنُه من طَمِعٍ ترْصُدُ كُلّ مَرْصَدَهْ يَشومُ كلّ بارقٍ حتى ينالَ مقْصَدَهْ إذا رأَى ذا ثَرْوةٍ هدْهَدَهُ ومَجّدَهْ وسارَ في ركابِهِ مُردِّدآ ما ردّدَهْ أطْراهُ في حَديثِه = وفاضَ فيه محْمَدَهْ وزادَ في وِدادِه كأنّه قد ولّدَهْ سارَ على مِنْوالِهِ وسَمْتِه وقَلّدَهْ يقولُ في حَضْرَتِهِ = طَرائِفآ مُجَوّدهْ ليُضْحَكَ الثّريّ صا = حبِ النّوالِ سيّدَهْ طُرفتُه قَديمًةٌ باهِتَةٌ مُبَرّدَهْ مثل الصّقيعِ باردآ في ليْلةٍ مُجَمّدَه إنْ شاركَ الحُضورَ في كلامِهمْ ماأبْرَدَهْ وإن تغَنّى بيْنهمْ خِلْتَ سهامآ مُرْصدَهْ فصوْتُه مثل الفَحي ح ، في ليالٍ مُرْعِدَهْ مُسْتكبِرٌ في ذاتِهِ كأنّ ربّي أخْلَدَهْ لاأكْثرَ الرّحمنُ من أمْثالِه وأبْعَدَهْ نارٌ عليه مُؤْصَده ْ في العَمِد المُمَدَّدَهْ ______________________-- الرياض 27 ربيع الثاني 1426 الهامش : "1" أربده : نقول أربد من الربْده وهي الغُبْرة،والربدة في النعام سوادٌ مختلطٌ وسُمي الظليم بالأربد لسواده المختلط ، "لسان العرب مادة ربد " "2" لبده : لبد شعره أي جمعه وأطاله ، والمعنى أن هذا المتثعلب أطال شعره ليشبه الأسد ، وقلد زئيره ظنآ أن ذلك سيجعله أسدآ " لسان العرب مادة لبد "3" ابن كلده : هو الحارث بن كلده الثقفي ،طبيب العرب في الجاهلية وحكيمها الفارس الشاعر ، أحد نوابغ العرب في الجاهلية ، وفد على كسرى وناظره حتى قال فيه : لله دركَ من إعرابي، لقد أعطيت علمآ وخصصته بفطنة وفهم . " أعلام ثقيف للأستاذ فالح بن ذياب العتيبي . "4" الكَده : الإستعطاء بإلحاح والإلحاف في السؤال والمسألة " لسان العرب مادة كدد نُشرتْ في مجلة الفيصل الأدبية المجلد الأول ، العدد الثالث رجب 1426