صدر للباحث في معالم المدينةالمنورة التاريخية والسيرة النبوية عبدالله بن مصطفى الشنقيطي، كتابا بعنوان «أحماء المدينةالمنورة»، حمى الشجر، حمى النقيع، حمى الربدة، تناول فيه لفظ الحمى في اللغة والاصطلاح، وعرفه قبل وبعد الإسلام وحدد أقسامه، مشيرا إلى أشهر أحماء العرب قبل الإسلام. كما فرق الشنقيطي في كتابه، بين الحمى في الجاهلية والحمى في الإسلام، معرفا لفظ الحمى بمفهومه العام، وهو قيام شخص أو سلطة بمنع بقعة من الأرض بما عليها من نبات أو حيوان أن يتم التعدي عليها دون أن يأذن الحامي في ذلك، وقدم المؤلف في كتابه ثلاثة فصول، كان الفصل الأول بعنوان «حمى الشجر» والتي اختصت بها المدينةالمنورة عن سواها من المدن، فهي بالإضافة إلى حرمها أضاف لها النبي صلى الله عليه وسلم حمى يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، وحرم قطع الشجر داخل هذا الحمى ولم يحرم الصيد فيه، لذلك سماه الإمام مالك إمام دار الهجرة (رحمه الله) «حمى الشجر» تمييزا له عن حرم المدينة الذي يحرم فيه الصيد، بالإضافة إلى حرمة شجرة. ويعتبر حرم المدينة حلقة داخل الحلقة الأكبر هي الحمى، واستعرض في هذا الفصل العديد من الصور التوضيحية للحمى وبعض النقوش التي وجدت فيه. وفي الفصل الثاني، تناول الشنقيطي «حمى النقيع» والتي عرفها بأنها الأرض الحرة الطين الطيبة التي لا حزون فيها ولا ارتفاع ولا هبوط. وقال: القاع مثل أي قيعان الأرض، كما حدد المؤلف موقعه بأنه يبعد 80 كم عن المدينة على الطريق الفرعي، ومن معالم وادي النقيع التي وردت في الكتاب جبل قدس، جبل برام، جبل مقمل، جبل الواتدة، الصحرة، النابع، مريبد، وأورد بعض الأدبية في هذا الحمى منها وادي حمت، وادي صورى، وادي ضاف، أودية النبعة. أما الفصل الثالث، فتحدت الشنقيطي فيه عن «حمى الربدة»، وذكر سبب تسميتها بهذا الاسم بقوله: إن هناك ثلاثة أقوال، الأول وجود جبل قريب منها باسم «ربد» حسبما جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي، والثاني أنها سميت نسبة إلى خرقة الصائغ التي يجلو بها الحلي، والثالث ما ذكره البكري عند الكلام عن الربدة، أنها الصوفة من العهن التي تعلق على الإبل.