في اول صفوفنا الدراسية وبدايتها تعلمنا معاني الانسانية وأنها من صميم الشريعة الاسلامية واحترام الجار وكثرة الوصايا به وحرمة دم المسلم ، وتعلمنا أيضاً معنى العروبة وروابطها الآصرة بين دولها ، نعم تعلمناا الكثير وعن "وامعتصماه " تلك الصرخة التي خلدها التاريج وسخرت لأجلها جيوش عظيمة لنجدتها ، درسنا وتشربنا جميعا معاني الشهامة والنخوة والغيرة والبطولة ؛بصفتها أخلاقيات سمحة في شخصية المسلم وفقا لتعاليم ديننا الحنيف وقبل ان تكون من سمات الشخصية العربية . درسنا عن فتوحات المسلمين للأندلس العظيمة حتى وصلت إلى مشارف فرنسا على يد البطلين طارق ابن زياد والشيخ موسى بن نصير الذي كان في عمر السبعين عاما تعلمنا عن عبدالرحمن الداخل الشاب الأموي الذي قاد الأندلس وهو في بداية سن العشرين ، كما ودرسنا عن الكثير مما يسر الخاطر من أمجاد دونها التاريخ بمداد من ذهب فاكتسينا جميعا بتاج الفخر أننا مسلمون وأننا نحمل إرث عظيم تمثل في ماضينا الجميل. بالله في أي عصر الان نعيش؟! كيف تخاذلنا لنصبح على مانحن عليه من بلادة وبرودة قلب وانشغال كل واحد بحاله ؛ ومن المحزن ان بلدانا اسلمية عربية بجوارنا تعاني دمارا وحروبا من أعداء الدين ليل نهار في الفطر وفي الصيام على مدار السنين ، ولا نخوة تتحرك في بقية الدول المسلمة والعربية ؛ نسمعها ونشاهدها في اخبار وصور يتقطع لها القلب ؛ كبار نساء وأطفال يطالهم العنف العنف والاجرا م ، واستهداف للشباب على مرأى ومسمع من العالم ، فيما العرب أجمعهم صامتون . الله معك يا غزَّة ، فلا معنى لأي استجداءات منكم فقد تبلدت المشاعر وتجمدت إنسانية العرب وأمسى الشعار الجديد " لا أرى لا أسمع لا أتكلم " ؛ وأسأل الله أن ينصركم نصرا مؤزرا ويخذل عدوكم ويرد كيدهم في نحورهم ، وصل اللهم وسلم على نبيا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.