خلاصة تجربة*في الخطوط السعوديةرداً على مقال (رحلة عبر الخطوط السعودية) والذي نشر في صحيفة جازان نيوز الإلكترونية بتاريخ*1/8/1435ه,*للكاتب هادي الحكمي.أكثر من ثلاثين عاما قضيتها في خدمة الخطوط السعودية تنقلت فيها بين صيانة الطائرات في الساحات وصيانة الأجهزة المكملة لها في الورش المركزية, استطيع أن أصفها بمراحل عمرية ثلاث*,ملهمة, مهمة*, صعبة ومعقدة:*** اﻻولى:- *كانت عبارة عن اشراقة جميلة وميلاد حقيقي لجيل من السواعد الفنية الوطنية المؤثرة والفاعلة, اختارت العمل الفني الميداني على جملة من الفرص المتاحة في قطاعات الدولة الأخرى وما أكثرها في ذلك الزمن الجميل. **في بداية اﻻمر كان للحوافز والمميزات وسلم الرواتب حينها دورا محوريا في اقدام الشباب بتلك اﻻعداد على الإلتحاق بالخطوط السعودية حينئذ, وبعد خوض التجربة الميدانية الفعلية انسجم الكثير وتفاعل مع معطيات واقعها المهني**,**ساعدهم في ذلك بيئة عمل محفزة على التوهج والعطاء واﻻبداع, وقامات فنية ميدانية متمكنة تولت تدريب وتأهيل السواعد الشابة الواعدة للتعامل مع اعقد التقنيات بكفاءة عالية وتجاوز العقبات الطارئة بمهارة وجودة متميزة ثم كفاءات إدارية متميزة ذللت الصعاب ووفرت ما يلزم ويحفز على الإبداع يحكمها نظام وتنظيم يعمل بجودة عالية على تطوير القدرات وتعزيز الإمكانات ويشجع على التألق من خلال خلق بيئة تنافسية جاذبة وبرامج تدريبية وتأهيلية مبرمجة ومتسقة مع متطلبات كل مرحلة. .كما كان للإهتمام والتقدير والتشجيع واﻻعتراف بالموهبة آثارها الإيجابية على التفاعل مع اعقد التقنيات العلمية في علوم الطيران وهضمها في فترة وجيزة وبكفاءة عالية., باختصار تلك كانت الفترة الملهمة*.**** *المرحلة المهمة:-* وقد كانت مرحلة مفصلية في مسيرة الخطوط السعودية حين بدأت مرحلة الاحلال في القيادات الميدانية ووضع الثقة الكاملة في السواعد السعودية الفنية واحلالها محل اﻻجنبية, تلاها توطين اﻻدارية وقد جرت وفق مقاييس علمية ومعايير مهنية دقيقة إﻻ أنها ومع كل أسف تعرضت مع مرور الأيام لبعض الأخطاء منها, ما هو جوهري, ومنها ما هو مؤثر, أهمها وأصعبها على الفهم, بناء إمبراطورية إدارية مدمرة* مبنية على الصحبة والمحاصصة والمقايضة*,*ولم يكن للفكر والقدرات واﻻمكانات أي اعتبار فيها والله المستعان. *فانهارت قيم المهنة, وهمش ركنها الأساس, أﻻ وهو: الفنيين وميدانهم, بل تعدى ذلك إلى أن مسّ الهيكل التنظيمي, ثم عرج على الحوافز والمميزات, فاغدقها على الكوادر اﻻدارية, وحرم منها محركات المؤسسة, الثروة الحقيقية و قلبها النابض, فجرحها وأوغل في ضلمها, وتسبب في عزوف جل الأيادي الماهرة فنيا عن العمل الميداني واتجاهها صوب اﻻعمال اﻻدارية والمكاتب العاجية, والبقية الباقية إما احبطت او تقاعدت عن العمل مجبرة , وخلفت فراغا كبيرا, اثر سلبا على مسيرة ناقلنا الوحيد وتوهجه.****المرحلة الصعبة والمعقدة*-:*في ظل تلك اﻻختيارات الخاطئة والقاتلة واستمرار نهجها وفكرها العبثي في إدارة المؤسسة لسنوات دون قدرة على مواكبة التنمية ومسايرة للتطورات العلمية المتواصلة في علوم الطيران او تغيير يذكر فيشكر,*اضحى وضع المؤسسة مزرياً ويدعو للشفقة فمنذ سنوات والمؤسسة تدفع ثمن ذلك التخبط,*واﻻنحراف الرهيب والفقر المدقع ﻻبجديات اﻻدارة والتخطيط السليم ماليا ومعنويا. *فمن أهم وأعمق كوارث ذلك الفكر العقيم* التقليل من قيمة الفنيين وتقزيمهم واﻻستخفاف بعقولهم وفكرهم وقدراتهم وإمكاناتهم واﻻستهتار باحتياجاتهم,* وتخصيص جل مساحات حضائر الطائرات*ومساحات الورش المركزية لمكاتب إدارية اشبه بمكاتب وزراء, فتحطمت المعنويات وتقازم روح العطاء, وخفتت قيمة المهنة إن لم تتلاشى كليا, فتفاقمت المشاكل وتعاظمت وغاصت المؤسسة في اتون سلاسل الفساد الظاهرة والخفية بشكل مخيف والله المستعان*,وبناء على كل المعطيات اﻻنف ذكرها فقد وجب التغيير وتصحيح المسار,فمتى ما رغبنا في*طي صفحة الماضي بكل سلبياته وأوجه قصوره وفتح صفحة جديدة تدون عصرا جديد في صناعة النقل الجوي يضاهي ما هو موجود في بعض الدول متوسطة اﻻمكانات وليس المتقدمة. فلابد من تمزيق الصفحة القديمة بكل اﻻسماء اﻻدارية المدونة عليها ممن أكل عليهم دهر الزمن والعجز والشيخوخة* ورميها في سلة المهملات فهم السبب الرئيس في ويلات ناقلنا الوحيد, ولتغيير المسار المتعثر للأحسن واﻻفضل ﻻ بد من تغيير جذري في الفكر والتوجه ,وﻻ يمكن أن يحدث ذلك في حضرة من شوه تاريخ مؤسسة بحجم الخطوط السعودية*, ولتحقيق القفزة المطلوبة والمنتظرة في ظل ما انعم الله به علينا من نعم اجلها نعمة الاسلام وتوفر كل اسباب النجاح, دعم غير محدود من القيادة وصبر أيوب من المجتمع ووفرة للكفاءات والقدرات سواء داخل المؤسسة او خارجها**. *ﻻ بد ان يكون المدير القادم شخصية استثنائية ويملك قدرة فائقة على إعادة هيكلة المؤسسة وندب كفاءات وعقول إدارية متميزة ومتخصصة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب في جميع مفاصل مؤسسة تحضا باهتمام كبير من الجميع قيادة وأمة*, اﻻهتمام بالسواعد الفنية وميدانهم الفني وجعله محور اهتمام إدارات المؤسسة وخططها المستقبلية برامجيا وتأهيليا وتقنيا وماليا,**فما برز وطفا على السطح حتى*اللحظة وما تمر به لبنة من أهم لبنات الوطن الكبير من عقبات حقيقية وتدهور خطير رمى بها في قاع ترتيب شركات الطيران العالمية بعد أن كانت في الصدارة وادخلها عرفة العناية المركزة ما هو اﻻ قمة من جبل جليد ﻻ يعرف حجمه الحقيقي اﻻ مالك الملك عز في علاه.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين*.