الرُقي في حواراتنا ينتج عنه الاستمرارية في تقبّل النقاشات فيما بيننا أم بالحدة في الحوار والنقاش نستطيع القضاء عليها وبسهولة، وذلك بمجرد أن نُنصت ونستمع للطرف الآخر حتي يُنهي فكرته ورأيه دون مُقاطعته؛ وإن لم يتقبّل أحدنا لفكرة الطرف الآخر، في النهاية سنجد أننا أنتهينا من نقاشنا وقد احترم كل منا رأي الطرف الآخر، وإن لم تتوافق آرائنا وأفكارنا. *وبمجرّد أن نسير على الإنصات والإستماع في جميع حواراتنا ونقاشاتنا دوماً، حتماً سنجد فيما بعد أن وجهات النظر بين الطرفين تبدوا مُتقاربة، حينها سيقتنع أحدنا برأي الطرف الآحر ويبقى رأيه في المُقابل مُحترماً ولو كان يُجانبه الصواب. * فالمشكلة ليست دائماً في الفكرة أو والرأي لطرف ما دون الآخر، ولكن نجد أن المشكلة هي في عدم تقبُلُنا أو وإنصاتنا واستماعنا للفكرة والرأي لمجرد أحياناً أن صاحبها فُلان من الناس، وهنا ستبدأ الأصوات مرتفعة، ومولدة للأجواء الحادة أثناء النقاش وبلا شعور يبدأ تقاذف الأحكام والإتهامات والسباب والشتائم، ليس بسبب الفكرة أو الرأي؛ كونُها لم تُطرح أساساً ولكن سنفاجأ بأن النتيجة والنهاية لهذا الصراع المصحوب بالحدة والإرتفاع في الأصوات كان سببه صاحب وحامل الفكرة فقط، وليس الفكرة ذاتها هي سببه. وهذا وبلا شك أنه نقاش عقيم، ولن يتولّد منه شيئاً، كوننا أجهضناه بداية بإطلاق كل الطرفين الحكم على بعضهم البعض، قبل أن يتركوه كي ينضُج؛ لو أنهم مارسوا الهدوء والإنصات وأستمع كل منهم للآخر للنهاية، وإلا لكان حينها رأينا بأن الأفكار والآراء قد تلاقحت مع بعضها البعض مُولّدة حينها، إما قناعة لرأي الطرف الآخر، أو إحتراما للفكرة وصاحبها وإن لم تكن مقبولة، أو يتوصلوا معاً ويتفقوا على رأي واحد وهذا هو المطلوب، أو أنهم سيستمروا في حوارaاتهم ونقاشاتهم بكل هدوء وسعة صدر إلى النهاية، وإن لم يتمكنوا في إقناع بعضهم بعضا، يكفي أنهم يخرجون ويصلون في النهاية إلى إحترامهم لوجهة النظر الخاصة لدى كل منهم اتجاه الطرف الآخر، والمهم في ذلك عدم الإنتقاص، أو شخصنة أحدهم للآخر.