يعيش الشارع الرياضي هذه الأيام آفة التعصب على نغمات الاعلام الرياضي المصاحب للأندية الذي يقوم بتسيير اﻷمور حسب أهوائهم وتوجهاتهم. وكما يعلم الجميع بأن الاعلام لغة بارزة في العالم بأسره وذلك من خلال اجادته صياغة الحدث، والتفنن في صناعة الكلمة واعتماده على العناوين والعبارات المؤججة للمشاعر سواء عند الفوز او الهزيمة عن طريق اسلوبي المدح والذم مما أدى الى تناقلها بين الجماهير وقذف بعضهم البعض. بكل تلك العناوين المثيرة عزف الاعلام على وتر عقول الشباب المتيم بالرياضة حد الجنون وصنع سيمفونية تحريك ودغدغة مشاعرهم بحثا عن السبق الصحفي والظهور الاعلامي واستقطاب عددا أكبر من المتابعين من خلال كلمات دخيلة على مجتمعنا الاسلامي المشرق والذي أعاده الاعلام المتعصب الى الجاهلية المظلمة انتشرت من خلالهم أساليب السب والشتم والتنابز بالألقاب وزرع العنصرية في نفوسهم حتى اصبحت سمة فتاكة يصعب اجتثاثها و متداولة علنا دون حسيب ولا رقيب من خلال وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي دون حياء. وباتت مسامعنا لا تفرق بين الغث والسمين ممن ابتلي بهم الاعلام الرياضي الذي أصبح وسيلة هدم لعقولنا عفوا ؛ أيها الاعلام لماذا لا تعزف للجمهور لحن الوئام وتسعى الارتقاء بمجالاتنا الرياضية من خلال التنافس الشريف فنحن أبناء بلد واحد لا غالب بيننا ولا مغلوب نحن عينان في راس واحدة نصفق للصواب سويا ونمحق الباطل ونقف ضده كما أراد لنا ديننا الحنيف قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وأتمنى أن أرى الاعلاميين المعنيين بالشأن الرياضي أن يكونوا أداة فاعلة لبناء مجتمع منير , وانتهاج النقد الموضوعي البعيد عن تجاوزه إلى ما لا يخدم الحركة الرياضية , فما نلمسه للأسف من بعض الاعلاميين من تعصب كل وسيلة اعلامية وطاقمها الرياضي لفريق معين مما ينجم عنه زيادة التناحر الذي يفضي إلى ما يفرق أبناء البلد الواحد ، فالرياضة تجمعنا ولا تفرقنا . 1