هذه خطوات عبرت بها ثلاثة عشر بلدا إسلاميا و سببها "الخطوة الأولى" و بعد انتهائي من خطوات رحلتي ... أبت علي نفسي إلا أن أعيد هذه الخطوات فأعدتها و تجولت في : مصر , و تركيا ،و سوريا , و لبنان , و العراق , والمغرب ,و الجزائر , و تونس , و فلسطين , و الهند , و ألبانيا ,و البحرين , و الكويت ,وكانت هذه الخطوات و تكاليفها على حساب الشيخ/ سليمان بن صالح الخراشي –حفظه الله- في كتابه الجامع النافع " الخطوة الأولى" ؛خطوات حاولت فيها اختصار ما ورد في الكتاب ؛ مع أهمية الرجوع ل( الخطوة الأولى) الأصل ؛ كانت رحلة عنوانها ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ) ؛ انتقلت في هذه الرحلة من بلد إلى بلد لكن العجيب أن هذه الخطوات تشابه الخطوات في بلدي ( بلاد الحرمين ) ولا تحتاج إلى قصاص أثر !! لقد أصاب الشيخ/الخراشي .. عندما سمى كتابه ب ( الخطوة الأولى ) .. نعم إنها " الخطوة " الشيطانية .. التي حذرنا الله منها في كتابه فقال : (يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء و المنكر .....) النور "21"وقبل أن يقص تذاكر خطواته قدم الشيخ/الخراشي – رحمه الله – ذلك بكلمة جميلة فقال : تعد مسألة "كشف وجه المرأة" البوابة الأولى التي عبر عليها "التغريب" إلى بلاد المسلمين , حيث كانت بداية و مرحلة أولى لما بعدها من الشرور . أ.ه أما حال الأمة مع الحجاب قال عنه : كان المسلمون مجمعين (عمليا ) على أن المرأة تغطي وجهها عن الأجانب , ومما يؤكد هذا الأمر أنك لا تجد مسألة كشف الوجه من عدمه قد أخذت حيزا كبيرا في مصنفات علماء المسلمين ولم تستغرق جهدهم و وقتهم , بل لا تكاد تجد – فيما أعلم – مصنفا خاصا بهذه المسألة و لو على شكل رسالة صغيرة مما يدل دلالة واضحة أن هذه القضية من الوضوح بمكان و أن عمل المسلمين كما هو قائم يتوارثه الخلف عن السلف . أ.ه. وكما أشرت لكم سالفا بتشابه الخطوات في هذه البلدان التي تكاد تنطبق مع ما يراد و يعمل له في ( السعودية ) , فالكتاب يحكي الواقع ( تعددت الخطوات و البلدان , والسفور واحد ) ؛ فلا مجال للغفلة أو الاستغفال فإن الكاتب- وفقه الله – كلما بدأ بالحديث عن هذه البلدان قال: "كانت" المرأة في المجتمع وملتزمة بالحجاب الشرعي , ولا نريد أن نصل إلى الزمن الذي نقول فيه "كانت" المرأة , وذلك بمعرفة "الخطوات" التي طبقها دعاة التبرج والسفور في تلك البلدان, متطابقة فيما بينها . فأولى هذه الخطوات ذكر أنهم : (لجأوا إلى الخطة الماكرة في التماس شخصيات إسلامية متواطئة تتحدث بالكتاب والسنة لتوصلهم للهدف عبر غطاء شرعي ؛ ذاكرا وصف الشيخ/محمد بن إسماعيل المقدم (فريق التحف الإسلام و تبطن الكفر , حمل بين فكيه لسانا مسلما وبين جنبيه قلبا كافرا مظلما حرص كل الحرص على أن يطفئ نور الإسلام ويهدم عز المسلمين .. يقدم لنا الكفر و الفسوق و العصيان على "طبق" إسلامي )!! بل قال الدكتور السيد أحمد فرج ( والرأي أنه لم يكن في استطاعة قاسم أمين أن يبرز نفسه بهذه الآراء الجريئة – في ذلك العصر – لو لا تعضيد الإمام محمد عبده .) وقال الشيخ مصطفى الغلاييني "لبنان" ( إن هذه هي الوسيلة التي وصل إليها أخيرا المبشرون بعد أن عجزوا عن الطعن في الإسلام وهي استخدام بعض أهله ..) أما الخطوة الثانية : تأييد الحاكم لدعاة التبرج و السفور :ففي "مصر":كانت دعوة جريئة من (رفاعة) لم يجد لها معارضا لها خاصة وأن حاكم البلاد قد بارك دعوته ؛ أما في "سوريا" فيقول (عبدالعزيز العظمة): ومن دواعي الأسف أن رؤساء حكومتنا هم من القسم الأول الذين يهيئون للمرأة أسباب السفور خلافا لما كان يتصوره و يتأمله الناس و يتوهمونه من تمسكهم بأهداب الدين و تصلبهم فيه . و خيري العمري في (العراق) يقول : الأمر الثاني الذي أريد أن أذكره هو وجود قوتين كانتا تلعبان في تلك الأيام دورا مهما في توجيه الأمور : ( البلاط ) و ( دار الاعتماد البريطاني ) و بالنسبة إلى البلاط لم يكن موقف الملك فيصل من قضية سفور المرأة واضحا فهو تارة يبدي ما يفهم أو يحمل على محمل التأييد و الإسناد و طورا آخر يتراجع عندما يجد الرأي العام ناقما ساخطا . وفي المغرب يقول الحسن الكتاني : ويرجع ذلك لتغير نظام الحكم . أما ألبانيا : كان " أحمد زوغو " كما يقول المؤرخ محمود شاكر ملكا سيئا حاول تغيير العادات و مسايرة الدول الأوربية ففرض السفور على نساء وطنه .....) وقال عن الكويت : ولكن الحكومة هناك ومعها بعض النواب – هداهم الله – لم يأبهوا بهذا , استجابة منهم – شعروا أو لم يشعروا – لضغوطات الغرب , وعلى رأسه الحليفة القديمة بريطانيا ثم أمريكا ؛ قلت : و من تأييدهم تولية أذناب الغرب من أهل الفسق مناصب عليا في الدولة ليحيكوا لنا المؤامرات . وثالث خطواتهم : تشويه الحجاب و أنه عادة طارئة : فقد قال قاسم أمين في مصر حجاب المرأة بوضعه السائد – يقصد تغطية الوجه – ليس من الإسلام و أن الدعوة إلى السفور ليس فيها خروج على الدين و مخالفة قواعده ) ؛ وفي سوريا قال : أن مرضى القلوب من دعاة السفور عندما يريدون إقناع الناس بفسادهم يلجأون إلى كذبة متكررة وهي زعمهم أن ستر الوجه عادة طارئة على بلادهم فإن كانوا في الشام قالوا هي عادة قادمة من بعض الأعاجم ...) وعن المغرب قال : أواصل الحديث عن بلد إسلامي آخر وقع فيه ما وقع لغيره من انتشار هذا السفور الطارئ على نسائه بعد الاستعمار , وأقدم بخطاب رفعه أهل الرباط لملك المغرب يشتكون فيه " انحلال الأخلاق و تدهور المجتمع بصورة لم يسبق لها مثيل ) الشيخ/عبدالله كنون . أما " محمد سليم قلالة " في الجزائر يقول : إن هذا الحجاب الخيالي الزائد لا علاقة له بالإسلام .وقال أحد الكتاب المسلمين في الهند : إن ما يلزمه المسلمون اليوم نساءهم من الاحتجاب لا يمت إلى الإسلام بصلة , و إن المسلمين الهنود أتوا به من قبل الهندوس و الراجبوت الذين أسلموا مع عائلاتهم التي كانت تحتجب قبل الإسلام فظل الحجاب عندهم حتى اليوم . ويقول " الحداد " مشوها النقاب الذي تلبسه التونسيات : ما أشبه ما تضع المرأة من النقاب على وجهها منعا للفجور بما يوضع من الكمامة على فم الكلاب كي لا تضع المارين . عبدالحليم شرر وصف الحجاب : أن وجوده على الوجه سهل للمرأة كل ما استحت من ارتكابه في الظاهر و العلن وإن هو إلا عقاب تلتزم به زواني النساء . أما الرابعة : التعليم ؛ وذلك في : *البعثات الخارجية . * الجامعات الأجنبية . * التعليم المختلط للأطفال . * إلغاء المناهج الإسلامية . فيقول: إن المتتبع لتاريخ هذه الحركة في "مصر" يجد أن جذورها تمتد إلى عهد محمد علي باشا والي مصر حينما بعث المبعوثين إلى فرنسا ليتلقوا هناك الخبرات و المهارات الفنية ثم يحملوها معهم إلى مصر لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد , بل رجع المبعوثون من فرنسا حاملين تيارات فكرية مادية دخيلة على دينهم بعد أن بهرتهم رهبانية العلم المادي و تعبدهم سلطان العقل لقد عاد أولئك المبعوثون يحتلون مراكز الصدارة والتوجيه في مختلف الميادين السياسية والتربوية و الفكرية . قال الدكتور/محمد محمد حسين :حتى جاء هؤلاء الذي أوحى إليهم شياطين الجن و الإنس في باريس من أمثال قاسم أمين فانتكس تفكيرهم بين معاهدها و مباذلها . أما عن (تعليم الأطفال) فقد قال "قاسم" : وإنما الذي أميل إليه هو إعداد البنات في زمن الصبا إلى هذا التغيير , فيعودن بالتدريج على الاستقلال و يودع فيهن الاعتقاد بأن العفة ملكة في النفس لا ثوب يختفي دونه الجسم . ويقول الشيخ علي الطنطاوي في سوريا : بدأ الاختلاط من رياض الأطفال و لما جاءت الإذاعة انتقل منها إلى برامج الأطفال فصاروا يجمعون الصغار من الصبيان و الصغيرات من البنات . أما الشيخ محمد رشيد رضا يقول عن لبنان : ثم وجد في بعض شبان المسلمين الذين تعلموا في المدارس الأوربية و الأمريكية و أثر فيهم التفرنج ميل إلى فرنجة النساء .... ويقول الشيخ المغربي عبدالله التليدي : كانت النساء كلهن متحجبات متنقبات لا ترى امرأة عارية أبدا لكن الوضع بدأ يتغير أواخر الاستعمار شيئا فشيئا بدعاة أبواب النار , وكان مصدر ذلك و منشؤه الرئيس : المدارس العصرية الاستعمارية و الحرة حيث عني بتعليم المرأة و تحريرها ... أما الهند فيقول الأستاذ أليف الدين الترابي عنها : و جدير بالذكر أن المجتمع الإسلامي في شبه القارة الهندية بدأت فيه الخلاعة و السفور بعدما التحقت الطالبات المسلمات بالكليات الحديثة و لا سيما كليات التعليم المختلط , فقامت كثيرات من تلك الفتيات المثقفات بنزع الحجاب الشرعي ليشاركن في النشاطات الاجتماعية مع الرجال جنبا إلى جنب .. وفي ألبانيا يقول الدكتور سيد محمد يونس : بعد الحرب العالمية الثانية حكم الشيوعيون البلاد الإسلامية التي وقعت تحت سيطرتهم بالحديد والنار وفي ألبانيا حالوا بشتى الطرق و كافة الوسائل القضاء على المسلمين فيها بل ألغوا المناهج الإسلامية التي تدرس في المدارس و المعاهد العلمية و فرضوا عليها رقابة مشددة و صارمة على المؤسسات العلمية و المدرسين وذلك بقصد القضاء على الإسلام و تخريج خريجين لا يعرفون شيئا عن الإسلام سوى اسمه . وفي البحرين بدأ دخول السفور للمجتمع البحريني من خلال نافذتين ؛ النافذة الأولى : التعليم الأجنبي ؛ النافذة الثانية : العائدات من الابتعاث الخارجي ؛ وقال في التعريف عن إحدى رائدات التغريب في الكويت و هي لولوة القطامي أن والدها ابتعثها عام (1952 م) وهي لا زالت فتاة صغيرة إلى لندن و خامس الخطوات :المظاهرات ؛فالمظاهرات النسائية وسيلة استعملها المستعمر الغربي في عدة دول إسلامية بتواطؤ من أذنابه لتحقيق أهداف التغريب الذي يتم من خلال (عقلية القطيع ) دون أي اعتراض . ففي مصر كانت ثورة (1919م) أكبر طور طفر بحركة "تحرير المرأة " وقد تمثل ذلك في مشاركة المرأة في الثورة و مؤازرة سعد زغلول للحركة النسائية وكانت المشاركة الفعلية للمرأة بمظاهرة يوم 20 مارس 1919م وكانت هذه المشاركة بمثابة جواز المرور الذي تجاوزت به المرأة الحائط القديم الذي قبعت طويلا خلفه ولم تعد إليه أبدا بعد أن وضعت قدمها موضع قدم الرجل .... و قامت نساء جزائريات بالحركة المشهورة التي سموا على أثرها بنساء 13 ماي : لقد قمن بإحراق أحجبتهن أمام الجميع تعبيرا عن رفضهن للمجتمع الجزائري المسلم و اندماجهن في المجتمع الفرنسي , و بدأ سفور المرأة عن وجهها في البحرين في أول محاولة لنزع الحجاب – كما حدث في بعض البلاد الإسلامية – من خلال حرق الحجاب في إحدى المظاهرات , ويقول محمود بهجت سنان : ويوم كنت في الكويت أقيمت مظاهرة من قبل قسم طالبات المدارس يطلبن رفع الحجاب و قد جمعن ما لديهن من البراقع (البواشي) و أحرقنها . أما الخطوة السادسة : الإعلام و الصحافة ؛ ففي مصر ظلت الصحافة في هذه المرحلة تؤازر المرأة خاصة التي يحررها صحافيون سفوريون ممن كانوا يؤازرونها من قبل و ممن انضم إليها من أمثال الدكتور/ محمد حسين هيكل صاحب جريدة السياسة و بعض كتاب مجلة الهلال و غيرهم ؛ و رسمت الصحافة صورة المرأة المثالية التي يجب أن تتمثلها المرأة المصرية وهي نفسها صورة المرأة الأوربية . ويقول علي الطنطاوي عن الأذاعة : و لما جاءت الإذاعة انتقل منها إلى برامج الأطفال فصاروا يجمعون الصغار من الصبيان و الصغيرات من البنات ؛ وعقد الأستاذ/خيري العمري في كتابه(حكايات سياسية من تاريخ العراق الحديث) فصلا بعنوان "معركة السفور في العراق" تطرق فيه إلى تطور القضية بعد ذلك في الصحف و ما دار حولها . وفي المغرب نقل الشيخ عبدالله كنون : مما سيصير إليه المواطنون المغاربة من الاستهتار بالقيم الخلقية و لوثة العقل و الثورة على كل الأوضاع القائمة و تقويضها من أجل قيام الوضع الذي زينه لهم في صحافته و يدعوهم إليه بمختلف الوسائل .. و هاهو أحمد خان في الهند يقول : نرى صحافة اليوم تكتب بحوثا عن الحجاب سلبا و إيجابا . و في البحرين قال بعد ذكره لدخول السفور فيها من نافذتين هما التعليم الأجنبي و الابتعاث قال : ثم تبع ذلك دور المجلات و الصحف التي دعت المرأة صراحة إلى التبرج و السفور .. و سابع الخطوات : ضعف الصالحين و غفلتهم و نظرتهم القاصرة و محاربتهم ؛ قال عن "قاسم أمين" لما رد على (دار كير) واصفا حاله : إلا أن دفاعه قد بدا تبريريا و شرحه قد اتسم بالخضوع و الذلة ؛ ويقول الشيخ/ علي الطنطاوي : كان أعداء الحجاب يقولون أن اللواط و السحاق وتلك الانحرافات الجنسية سببها حجب النساء و لو مزقتم هذا الحجاب و ألقيتموه لخلصتم منها و رجعتم إلى الطريق القويم ؛ و كنا من غفلتنا ومن صفاء نفوسنا نصدقهم ثم لما عرفناهم و خبرنا خبرهم ظهر لنا أن القائلين بهذا أكذب من مسليمة . و يستنكر الشيخ/مصطفى صبري جريمة سعد زغلول و نزعه للحجاب : و كأني بعلماء الدين سكتوا عند وقوع تلك الحادثة احتراما لسعد و انتقده عليه قليل منهم من غير تصريح اسمه ... ولما تحدث عن الجامعة المصرية قائلا : حيث كان لا يدرس فيها سوى الطلاب الذكور , نظرا لعدم تفكير من أنشاها في مصير الفتيات عندما يكبرن و يتخرجن من الثانوية . ثم قال : و هذا دليل على النظرة القاصرة التي تحكم أعمال كثير من المسلمين حيث يجد خلالها أهل الفساد ثغرات كثيرة ينفذون مخططاتهم عن طريقها ؛ فهل من معتبر ؟ وقال الشيخ/ مصطفى صبري آخر شيوخ الدولة التركية وقد يسمع من بعض الأفواه أن قاسما لم يرد هذه الحالة وهي أفواه الغافلين عن أن دعوى السفور حدثت فينا مترجمة عن اقتراح جديد يدار تحت خطة منتظمة وضعها طائفة من الرجال تقليدا للغرب .. أما في العراق قال الزهاوي : إن الحجاب يسيء ظن التغربيين بنا فإنهم يقولون لو كان المسلمون واثقين بعفة نسائهم لما ضغطوا عليهن هذا الضغط اللئيم ؛ فأخفوهن عن عيون تطمع في النظر إلى وجوههن النضرة , وفي ألبانيا يقول د/سيد محمد يونس : كما أطاحوا بالقيادة الشرعية للمسلمين بإلقاء منصب (المفتي الأعظم) في العاصمة "تيرانا" وكذلك مجلس العلماء الذين كانوا يؤدون رسالتهم بجد و نشاط في أنحاء العالم عن طريقه . أما الخطوات الثامنة : استغلال مركزية الدولة و قوتها في العالم الإسلامي ؛ قال المؤلف : ابتدأت حلقات هذا الكتاب بمصر لأنها بوابة العالم الإسلام التي يمر عبرها ما يراد نشره و تعميمه على البلاد الإسلامية الأخرى – كما أثبت ذلك الواقع . وفي تركيا قال : كانت المرأة التركية المسلمة كأخواتها المسلمات ساترة وجهها عن الأجانب إلى أن تأثر بعض الأتراك بالدعوة التغريبية في مصر ؛ ويقول المؤرخ/ عبدالعزيز العظمة عن دعوة السفور في بلده "سوريا" : و الباعث على هذا أولا : دعاية سرت إلينا من مصر و الروم بدعوى أن التستر غير مشروع ... أما الهند : فيبدو أن قضية السفور لن تكتسب الأنصار و المدافعين إلا بعد أن احتضنها "عليكره" بترجمة كتاب قاسم أمين- (تحرير المرأة) , أقول: لا نريد أن تكون بلدنا الذي ينظر إليه العالم الإسلامي بأنه بلاد الحرمين و مهبط الرسالة و مبعث محمد صلى الله عليه وسلم و ينظرون إلينا أننا أحفاد الصحابة و حماة الدين – و لا نزكي أنفسنا- لكن هذه هي نظرتهم ,,, فإن كانت هذه نظرتهم لنا فلا ينبغي أن نتساهل في أمر الحجاب , أو أن ندع مجالا لهؤلاء الشرذمة القليلة من دعاة التبرج و السفور للعبث و الفجور وترك مدافعتهم ؛ نعم ؛ للدولة المؤثرة سبب في نزع الحجاب و قد رأينا شأن مصر في ذلك و تأثيرها . قيادة المرأة للسيارة ؛ تاسع الخطوات : فإن كولونيل ديكسون – عمل وكيلا سياسيا في البحرين – يقول : أما تأثير السيارة على سيدات المدن فعميق و لا يمكن الرجعة فيه , و بالرغم من أنهن لا زلن يركبن السيارات و هن محجبات و الستائر مسدلة إلا أنهن يستطعن الآن زيارة أماكن كان من المعتذر عليهن الوصول إليها , و الأرجح أن السيارة سوف تكون عاملا هاما في القضاء الفعلي على الحجاب . وفي الختام : يقول الأستاذ خيري العمري : إن مفهوم السفور ... كان مفهوما ضيقا يقصد به مجرد رفع النقاب عن الوجه في حين تجاوز اليوم هذه الدائرة الضيقة فالمرأة في تلك الأيام كانت تعتبر سافرة إذا رفعت النقاب عن وجهها على أنها اليوم لا يكفي أن ترفع النقاب فلا بد لها أن ترفع العباءة أيضا لتكون في عداد السافرات !! فكشف الوجه هو الخطوة الأولى ... فافهم , ويجب ( أن لا ييأس الدعاة و الداعيات من حال النسوة اللواتي قد انجرفن مع هذه البدعة , بل يصبروا و يواصلوا دعوتهن إلى العودة للفضيلة , و سيرون نتائج ذلك بإذن الله ؛ لأن النساء طبعهن التأثر و الإنابة إذا ما عوملن برفق و موعظة حسنة و قد رأينا في هذه السنين و لله الحمد عودة كبيرة إلى الحجاب الشرعي في بلدان شتى , بعد أن ذاق الجميع ألم البعد عن الله و عن شرعه ... أ.ه وقفة : قال جلاد ستون : لا يمكن أن تتقدم بلاد الشرق إلا بأمرين : أن نرفع الحجاب و نغطي به القرآن .