نشأت في المجتمعات الإسلامية المعاصرة قضية عرفت باسم (تحرير المرأة ) بدأها قاسم أمين في مصر حين ألف كتابه الشهير بهذا الاسم ودعا فيه إلى خروج المرأة من البيت ومشاركتها في بناء المجتمع ..مما عرف بقضية الجدل حول (الحجاب والسفور) والمراد بالحجاب احتجاب المرأة في البيت وعدم خروجها إلى مجتمعات مختلطة .. وشغلت تلك القضية الرأي العام في مصر فترة طويلة يشير إليها أحمد شوقي في قصيدة نظمها بعد مرور عشرين عاما على وفاة قاسم أمين وفيها يقول: يا قاسم انظر كيف سا ر الفكر وانتقل الشعور! ما بالكتاب ولا الحديث إذا ذكرتهما نكير حتى لنسأل : هل تغار على العقائد أم تغير؟! لقد اختلفنا والمعا شر قد يخالفه العشير في الرأي تضطغن العقو ل وليس تضطغن الصدور! ومهما كان من شأن تلك الدعوة التي أحدثت هذا الخلاف والجدل فإن قاسم أمين لم يدع إلى تخلي المرأة عن زيها الإسلامي ..ولم يناد بتقليد نساء الغرب في تبرجهن وخلاعتهن .. لكن الذين حملوا الراية بعد قاسم أمين تقدموا خطوات نحو تقليد الغرب ..فنزعت المرأة (البرقع) التي كانت تغطى به وجهها من قبل بدعوى أن الوجه ليس بعورة ..ثم زادت بعد حين فنزعت الخمار من فوق الرأس .. ثم بدأ غزو الأزياء الأوروبية شيئاً فشيئاً حتى وصلت المرأة في كثير من المجتمعات الاسلامية إلى كونها نسخة مقلدة من المرأة في أوروبا وأمريكا في زيها واتباعها لأوامر مصممي الأزياء!. حتى في مجالات العمل في الشركات والمؤسسات العربية نشترط في المرأة التي تعمل (التحرر وحسن المظهر وقبول المضايقات) واستغلالها في الدعاية وتنمية العلاقات!. وقد شكا كثير من (السكرتيرات) في المجتمعات الغربية مما يعانينه من اهانة واستغلال سيء وإكراه على مسايرة نزوات المسؤولين في العمل .وإلا كان مصيرها الطرد والحرمان!. إن هذا الهوان الذي تلقاه المرأة في المجتمع الغربي شر من (الرق) الذي يسخر منه هؤلاء الأتباع ..وقد كان (الجواري) يلقين من الكرامة وينلن من الحقوق ما لا تناله المرأة المعاصرة التي تعيش على حساب أنوثتها وتلهث للحاق بركب التبعية لما يمليه عليهن مصممو الأزياء وأكثرهم من اليهود!. إن الاسلام هو الدين الذين دعا إلى تحرير الرقيق.. وقد كان نظاما اجتماعيا فاشياً في العالم كله قبل الاسلام ..ولم يكن من الممكن إلغاؤه من جانب واحد..ومن هنا فتح الإسلام منافذ الحرية أوسع ما تكون ورغب في (عتق الرقاب) وجعله سبباً للنجاة والفوز( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة). لكن الاسلام صان للإماء حقوقهن وجعل لهن حقوقاً ونظم الصلة بهن بما يصون الأعراض ..ثم جعل لأم الولد حقاً في العتق بعد وفاة زوجها إن لم تنله في حياته! فكيف نصدق الذين يسخرون من هذه العلاقة المنظمة ولا يسخرون من عبودية المرأة الغربية في سوق الغرائز والشهوات ؟!. إه الحقد الأسود على الاسلام شريعة ومنهاجاً وتاريخاً ورجالاً ..وهو الذي يدفعهم إلى هذا الكذب والافتراء وعلى الأمة أن لا تجعل لهؤلاء فرصة ينفذون منها إلى عقول الشباب!.