والله إني لأحبك في الله وكنت ولا ازال من مشاهديك ومستمعيك إلا أنك في أحد إحدى نصائحك والتي قلت فيها بتجنب الفتاة الجلوس مع أباها إلا بوجود أمها أو إخوتها وجدتك قد خرجت عن حدود العقل وسقطت صريعاً للوساوس والتي ما كان لإنسان مؤمن مسلم مثلك أن يقع فيها فكيف بالله عليك تنصح مثل هذا النصيح؟ لقد إستمعت إلى سؤال الأخت التي وجهت لك سؤال أن زوجها يتحرش بابنتها وكان من الواجب عليك أن تستفسر من الأخت الساءلة إن كان هذا الرجل أباها لتلك الفتاة او هو زوج تلك المرأة والفتاة هي من زواج آخر وإذا كان المتحرش هذا هو والد هذه الفتاة فإن هذا الرجل يعاني من مرض عقلي وكما تعلم فإن كل من يعاني من الهوس الجنسي هو إنسان مريض في عقله وبحاجة إلى علاج. إلا أنك سامحك الله أطلقت إجابة وعممت فيها أن لا تجلس فتاة إلى أبيها إلا بوجود أمها أو إخوتها وإني لأسألك بالله العلي العظيم هل تفكرت في إجابتك تلك وعقلت ماذا تقول؟ لا يوجد هناك أي إنسان سوي في هذه الحياة يفكر مجرد التفكير بإبنته هذا التفكير المريض وعندما تقوم بإطلاق نصائح كهذه فما أنت والله إلا هادم لتلك العلاقة الطيبة بين الأب وإبنته وهناك وكما تعلم من لم يرزقه الله إلا بإبنة واحدة أو بنات فماذا فعلت بنصيحتك تلك؟ هدمت الحب الطبيعي الذي يكنه الأب لفلذة كبده وجعلت من كون فلذة الكبد تلك أنها أنثى ألا يكون لها حب أباها لها بدون حدود وشروط مقززة كتلك ألتي إفتعلتها وإشترطتها في نصيحتك تلك. وإعلم هداك الله أن هناك، وهم الغالبية القصوى، آباء لإناث ثارت كرامتهم وحمت حميتهم من مقالتك تلك بل وإتهموك بأنك مريض حيث أنك سمحت لحالة من الذهان بأن تنتابك وتجعلك تعتقد بأن كل أب لأنثى هو عرظة لإغواءات الشيطان الجنسية . لقد نسيت أو تناسيت أن الطبيعي هو أن هذا الشعور في الأصل وفي الأساس هو معدوم بين الأب وإبنته أو بناته وأما المريض عقلياً كما ذكرت لك تلك المشتكية في شكواها فما كان للإجابة على مرضه أن تقرنه بجميع الآباء في هذه الدنيا. أما علمت هداك الله أن هناك آباء قاموا على مرض بناتهم ولم يكن لهم معين في مرض بناتهم وقاموا بإطعامهن وتمريضهن وتنظيفهن وقاموا بواجب الأبوة هذه خير قيام ولم نسمع أن أحدهم قام بأي فعل خبيث والحمدلله وليس هذا لأنهم يختلفون عن بقية البشر ولكن لأن هذه هي طبيعة البشر ومن خرج عن وعلى هذه الطبيعة هو إنسان مريض بحاجة إلى علاج أو عقاب ؛ لقد سمحت ،هداك الله، وقمت باستغلال ما لك على الناس من ظهور ودلال وأخذت تصدر فتواك ونصائحك بدون تروي وتعقل. ولقد إستمعت إلى الكثير من أحاديثك وقصصك والتي في كثيرها يعلم أهل العلم أنك كنت تختلقها وقصدك من وراء إختلاقها لحسن وذلك لما في خاتمة تلك القصص من عظة وموعظة حسنة حتى وإن كانت كاذبة إلا أنك جعلت من الكذب ملحة لا تليق بمن يدعو إلى الله ويحض على طاعته. ولعلك رعاك الله وبارك فيك عندما قام من قلت بأنه قد دس على حسابك في التويتر فتوي نكاح الجهاد قمت بتبيان هذا النكاح وتفصيله مستغلاً تلك المواجهة الإعلامية الظخمة وقمت بتسخير دفتها إلى خير وصلاح الإسلام وفي تعريف الناس ما خفي عليهم من دينهم ولكنك ماذا فعلت؟ أخذت تدافع وتدافع ثم تدافع وتدافع عن من؟ عن نفسك وعن شخصك وعن قيمتك العلمية وألإجتماعية ولم تدافع عن دين الله وأبلغت وأفهمت أن هذا الأمر فيما عدا أن عدة المرأة في مثل هذا النكاح أمر واجب وأن هذا النكاح كان مشروعاً في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نهى عنه صلى الله عليه وسلم وحرمه التحريمة الصغرى وهو التحريم الذي يأتي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينزل به تحريم صريح في القرآن. تركت السنام وهممت بالذنب فتركت سنام البعير عي كبثه وظخامته ممثلاً في هذا النوع من النكاح وأمسكت بذنب البعير ممثلاً في مصيبة نسب هذه الفتوي إليك ولو أنك أخرجت نفسك من الصورة ونظرت إلى تلك المسألة من خارج إطار الصورة لإكتشفت أن المشكلة والمصيبة ليس في إتهام الشيخ العريفي بتلك الفتوى ولكن المشكلة هي أن هناك فتوى تتناقلها العامة فيما بينها وهم جاهلون بفحواها ومحتواها ويجب إيضاحها. إن هداية الناس رعاك الله حمل ثقيل ومسؤلية كبيرة ولا بد وأن يرافق العلم بالقرآن وعلومه حكمة وحنكة ومهارة مهنية والداعية والمفتي إن لم يحسن صناعته ضاع علمه وبارت تجارته. 1