عندما تبحث عن مكان آمن لطفل توحد, يعيش الغربة في عائلة تفتقد إلى الحسّ التعليمي والتأهيلي , وبين مسئولين ينقصهم الإحساس بالمسئولية اتجاه هذه الفئة الغالية , و بين مجتمع قاس لا يهتم إلا بمصالحه المادية ,وفي زمنٍ الحق فيه ضائع والفساد عامٌ وشائع,عندها ستتجاوز كل ما يعيق تحقيقك لهذا الهدف أو يؤخر وصولك إليه , حتى لو اضطررت أن تجعل العالم بأكمله وراءك أو أن تواجه الطوفان وحدك , أو أن تمد يديك لكل غريب متفهم ومقدر لحاجاتك بلا خوف أو تردد , ولن تنظر أبدا إلى صديق مثبط أو إلى مسئول غير مهتم أو متكبر, أو إلى قريب تراه في أمرك متعثر!! لأنك تعلم يقينا بأن تأخيرك قد يودي بحياة من تحب, وتضييعك لوقت ثمين يكون بأمس الحاجة إليه, فلدقيقة في عالم التوحدي قيمة وثمن لا يعلم مقدارها أحد غير الأبوين , لأنهما وبكل بساطة يعيشان معاناته ويدركان آلامه !! فكما يقال ( فمن يده في الماء ليس كمن يده في النار, وما حك جلدك مثل ظفرك ) , فا الفرق بينهما جليٌّ وواضح كالشمس وسط النهار , لذا أنصح كل أب وأم وأقول لهما, إن واجهتما اللوم أو القسوة أو التجاهل من أحد ما فلا تبتئسا ولا تحزنا , لأنهم يعيشون في عالم يختلف عن عالمكما الذي تعيشانه ولكن جدّا واجتهدا في الحصول على كل ما تجدان فيه منفعة تنصب بالخير على ابنكما أو بنتكما ولو تجاهلتما العالم كله , فأنتما في خير والابتلاءات كلها من الله وفيها كل الخير, والله لن يحرمكما أجر ما تقومان به مع هذا الطفل الذي ما زال ينبض لكما حبا و يهدي لله حمدا وشكرا, رغم تجاهل المسؤول الذي أوكل من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه, بتوفير كل ما تحتاج إليه هذه الفئة الغالية على قلوبنا من مستشفيات حكومية و مراكز تعليمية وتأهيلية وخدمات اجتماعية . 1 ..