تشكل الآثار في كل بلد جزء من هويته، مثلها في ذلك مثل اللغة والدين، إذ أن ما تحويه تلك الآثار من مخزون مادي لا يكاد يظهر على سطح الأرض غالبا إلا بالبحث والتنقيب يمثل ثروة وطنية مهمة. غير أن من يتجه لزيارة تلك الأماكن الأثرية لا يجد عادة سوى الأسلاك الشائكة المحيطة بها تعلوها لوحة إعلانات حديدية تحذرك من الاقتراب وتدعوك إلى الانصراف فورا مكتوب عليها منذ تسعينيات القرن الماضي الهجرية ( منطقة آثار – ممنوع الدخول – ممنوع الاقتراب – احذر ) وكأن الآثار أصبحت خطرا يتهدد زوارها. وبالرغم من الجهود التي قامت بها وزارة المعارف سابقا ممثلة في إدارة حماية الآثار قبل أربعون عاما مضت، إلا أنه لم يعد هناك مسوغا لبقاء الحال كما عهدناه، لاسيما مع وجود هيئة عامة مستقلة تعنى بالسياحة والآثار.. والتي لم تضف جديدا، ولم تجدد قديما اندثر ،ولم تبحث عن ما تحويه هذه الأماكن من بقايا أثرية تركها الأقدمون وانطمرت تحت الرمال، ناهيك عن ضرورة فتح الطرق ورصفها للوصول لهذه الآثار، أو عمل كتيبات إرشادية، أو لجان إرشاد سياحي، أو عمل متاحف بالقرب من هذه الآثار وتعريف المواطن والزائر بها. وخلاصة القول !ما الفائدة إذاً من آثار كانت وما تزال مجهولة تنتظر من يعرف كنهها، ويحدد تاريخها، ويميز مدلولاتها، دون أن يقوم الإعلام بدوره في التعريف بها، أو التعليم بواجبه في تضمينها بالمقررات الدراسية، أو الجهات المناط بها حماية تلك الآثار من بلديات أو هيئة للسياحة في تسهيل مهمة القادمين إليها. إن المتأمل لما سطره القرآن الكريم عن آثار جزيرة العرب وما احتوته كتب التاريخ القديم في معجم البلدان( الحموي) وصفة جزيرة العرب( الهمداني) يدرك معنى وأهمية هذه الآثار. ومنها مدائن صالح في العلا ، الأخدود في نجران ، عشم في تهامة الباحة ، النقوش الأثرية التي وجدت على امتداد وادي بيشة _ الأفلاج _ حائل _ القصيم وغيرها. أملنا كبير في الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تقوم بدورها المناط بها خير قيام في تطوير هذه الآثار، ودراستها دراسة وافيه، وإرشاد الزائرين إليها، بحيث نرى في القريب العاجل.. العبارات الآتية * منطقة آثار ترحب بزائريها الكرام*و * تعرف على آثار بلدك*. وصدق الله القائل ( كم تركوا من جنات وعيون - وزروع ومقام كريم – ونعمة كانوا فيها فاكهين – كذلك وأورثناها قوما آخرين ) صدق الله العظيم. 1