تابعت وبأسف شديد بعض ردود الفعل التي تلت زيارة مدير الأندية الأدبية الأستاذ حسين بافقيه لنادي جازان الادبي وما تمخضت عنه من نتائج والذي بدا واضحا أنها لم ترضي جل أن لم يكن كل الأطراف لاسيما "المعارضون" حتى أن بعض الإخوة كتب معربا عن خيبة أملهم و معبرا إلى حد الإساءة بقصد او بغير قصد .. قبل أن أتابع ما جئت من اجله الفت الانتباه إلى أنني لست عضوا في أدبي جازان لكنني عضو في جازان واحد أبناءها وعاشق لها حتى النخاع واحسبني معني بكل ما من شأنه رفعتها وبما يليق بمكانة أبناءها وملزم نفسي بالوقوف بحزم ضد كل "من" و "ما " يخدش جبينها أو يحط من قدرها كائن من كان .. ولا يعني عدم انتسابي إلى أدبي جازان أني لا اعلم شيئا عن هذا الكيان العظيم وما قدمه من خدمات جليلة وما حققه من انجازات كبيرة منذ نشأته حتى يومنا هذا.. غير انه منذ عام ونصف تقريبا ونحن نسمع عن مشكلة أدبي جازان بعد أن تسلمه المجلس الأخير .. عام مضى وانأ اسمع من هذا وذاك!! عام وانأ أحاول جاهدا الوقوف على أسباب العراك !! معلوم لكل قضية طرفان , "مدعي" و"مدعى عليه" والعادة والعرف انه على المنصف أن يسمع الطرفين , ولعلي لم التزم بهذا الشرط فقد سمعت غالبا من طرف واحد وهو المدعي أو المعارض ومن بعض المحايدين بل بعضهم يميل إلى الطرف الثاني قليلا ذلك الطرف الذي لم نسمع منه شيئا بتاتا بل ظل غامضا صامتا .. ورغم عدم التزامي بذلك الشرط إلا أنني لم أجد قضية تستحق الوقوف والتبني ولا ما يجعلني أتعاطف قلبا وقالبا مع أي من الفريقين؟! حتى أنني وقفت حائرا أمام الضعف الواضح للحجة والبرهان و زاد من حيرتي انقسام الطرف الثاني "مجلس النادي" على نفسه ؟؟!! مهما عصفت الدوامة واختلطت الأمور واختلفت واختلقت الحجج والمبررات تبقى الحقيقة كالشمس في رابعة النهار لا تخفى ألا على الأعمى أو المتعامي .. ومن يريد الحق والعدل والإنصاف لن يخذله الحق.. من يريد الخير و الإصلاح والرفعة والسؤدد يتخلى عن "الأنا" .. من يريد جازان تسمو وترتفع فليترفع وليسمو بنفسه وهمته .. من يعرف الحق ليس الحق ينكره .......... ومن تخبطه الشيطان يعميه لو التزم كل أديب بأدبه وكل مثقف بثقافته حسا ومعنى لما احتجنا إلى "بافقيه" ليحل معضلتنا الكبرى!! لو أستشعر كل منا وطنيته وحبه لهذه الأرض لما احتجنا إلى ضيف كريم ياتي من بعيد ليفصل في امرنا بل لم يكن بيننا ما يفرقنا.. الكل يعرف هذه الحقائق لكن البعض يدوس عليها بقدميه عندما تتحرك الأنا وهنا لا قيمة للثقافة ولا معنى للأدب وكل ما يتبقى ترهات وصخب.. وصل " بافقيه " يوم السبت !! وآآه من السبت كم هو ثقيل على فريق و فريق ظن أن سينتصر الأحد.. يوم الخميس الذي يسبق ذاك السبت "اختبصت بقعا" فمجلس النادي في ظل إفلاسه وعاصف ظرفه وسطوة مخاوفه يبحث عن برنامج يغطي به أمسية السبت التي على الأقل يعتذر بها من ضيوفه , فلم يترك صديقا ولا خصيما إلا استنجد به ' وفي حالة من التخبط والعشوائية دعي من دعي ونسي من نسي حتى أن من حضر الأمسية حضر وهو لا يدري هل هي أمسية ام اجتماع ؟!! أليس من العار أن ناد بحجم أدبي جازان لا يملك برنامجا احتياطيا جاهزا لاي ظرف او مناسبة طارئة ليست ضمن برنامجه العام ؟؟!! أليس من الغبن أن ناد شارف على الأربعين عاما منذ تأسيسه وبكل إمكاناته المتاحة لا يملك قاعدة بيانات لجمهوره؟؟ أليس من الإفلاس أن لا يكون لديه أجندة للواعدين والواعدات من أبناء وبنات المنطقة التي تعج بالالوف منهم؟؟ وللعلم ليس المجلس الحالي وحده مسؤولا عن هذا القصور وهذا الفشل فالكل مسؤول .. وفي المقابل هناك المعارضون كل متربص مترقب لساعة الصفر لا هم له ولا حديث إلا كيف يقضى فريقه على خصمه بيده أو بيد "بافقيه" وما دار في الخفاء أعظم ولا حاجة لكشفه حتى لا نزيد الهوة والفرقة.. ليلة الأمسية .. رغم الأجواء مشحونة أبت جازان إلا أن تضئ سماءها ويعلو نجمها مهما كان التقصير ومهما كانت الخصومة وتجاوز كل عما بداخله ولقد رأيت الحياء وحب جازان يجبر رجالا أن يتخلوا عن "الأنا" فلله درهم .. رغم أن بافقيه جاء من اجل نقاش المشكلة وحلها إلا أن ليلة الأمسية لم يكن وقتا مناسبا وأخالف من دعي إلى ذلك لأنه وببساطة لا يصلح طرح مشكلة مزمنة وحلها في لقاء علني كهذا , لتنتهي الليلة شعرية بكل المقاييس عدا بعض الكلمات التي ختمها بافقيه بكلمة له تبينت منها توجهاته ومعالم أجندته التي جاء بها ونفذها مساء الأحد في جلسة ربما امتدت من الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء بحسب ما وصلني .. باختصار,, ما توصل إليه بافقيه مع النادي هو الحل المعقول والمنطقي والذي فرضه وضع النادي وإبعاد القضية وتداعياتها ولائحة نظام جمعيته العمومية فالرجل تحرك من منطلق المثقف الواعي لا من منطلق الجلاد ولا الفارض قرره على مجتمع مثقف حر ومن لديه غير ما جاء به بافقيه فالميدان دونه ..ومن لديه قضايا فالمحكمة الإدارية أمامه.. وغادر بافقيه مساء الاثنين.. فماذا بعد ؟؟ أقول لمن لم يرضهم ما توصل إليه مدير عام الأندية كفوا ألسنتكم وأقلامكم عن الترهات والإسفاف وأسمو بأنفسكم عما لا يليق بكم وبجازان هذا ان كنتم فعلا أدباء مثقفين أما كنتم تختارون خلاف ذلك فذاك شأنكم ولا حاجة لنا بكم .. وأقول لمجلس النادي .. كفاكم تخاذلا وتخبطا , بادروا بإصلاح ما فسد في ظل سلبيتكم وصمتكم وغموضكم أن كانت ساحتكم بريئة مما وجه إليكم فلماذا لا تعملون ؟؟ يجب عليكم أن تبادروا لتثبتوا لنا ولغيرنا أنكم تستحقون أن تكون مفاتيح النادي بأيدكم و إلا ماذا تنتظرون ؟؟!! أقول للفريقين : كفاكم هراء وفوضى كفاكم صراع ونزاع فنادي جازان ليس لكم وحدكم ولم ترثوه ارثا بل هو ملك لأبناء هذا الوطن من جنوبه حتى شماله ومن شرقه إلى غربه . وعندما تقررون العمل فليكن عملكم عمل يليق بكم وبنا !! فلم يعد يعجبنا ولا يرضينا الإعمال السطحية المحتكرة المبتذلة وتلميع بعضكم بعضا,, لم يعد يرضينا أن تستضيفون واحدا منكم ثم تجلسون على كراسي الجمهور تستمعون له وحدكم تصفقون كالآلات!! لم يعد يرضينا ان تكونوا انتم المكرمين والمكرمون فهذا ليس عمل الثقافة والأدب !! نقول لكم النادي ليس جحرا بل هو منبر يجب ان يدوي صداه في سماء المنطقة من الشقيق شمالا حتى الموسم جنوبا ومن القوز غربا حتى الحشر شرقا ,, متى ما وجدناكم في صبيا وبيش والدرب و صامطة وهروب و فيفا ومنجد و الحقو وفي كل جازان فانتم حقا مثقفون وأدباء وإلا فانتم وشأنكم .. فاختاروا لا نفسكم .. اليوم لم يتبقى إلا بضعة اشهر ليكمل النادي سن الرشد ويبلغ الأربعين عاما علي تأسيسه!! فهل تعون معنى هذا التاريخ؟؟ أو تدركون قيمة الأشهر المتبقية على تاريخ هذه الذكرى ؟؟ فماذا لديكم في ذكرى هذا الكيان الشامخ في هذا الوطن العظيم؟؟ 1