نشوء فكر سياسي معين تجد له أتباع ومرديدون ومدافعون عنه ,لكن برأيي الاعلام الموجه يساهم بتشكيله ... لا تجد من يعترف بخطأ تيار أو فكر ينمتي إليه , بل ينافح عنه وكأنه قرانٌ منزلٌ , حتى لو كان بقرارة نفسه يعلم عورا ..ومما لا يخفى على الكثيرين أن أمورا لها دورها وهي المصلحة المادية لاتباع حزب او فكر وبقائها منوطة بثباته على أفكاره ظاهريا وممارسة حتى وإن كان بنفسه شيئٌ وميله لفكر مضاد فيستمر به وهنالك تنظيمات تأخذ من اتباعها بيعة صارمة كالاخوان المسلمون , لكن سؤالا يحيرني لِمَ تختلف الآراء والمواقف تجاه حدث أو أزمة مع أن الحق والباطل ظاهران تجد هذا يبرر ويقلب الحق باطلا والباطل حقا بحسب توجهه السياسي أو الديني أو تقيده بالتيار او الحزب الذي ينتسب إليه . ولذلك تبقى الحقيقة مجزأة أو وكل فكر يدعي أنه هو من يمتلكها , هنالك فارق بين الحق والحقيقة , فالحق وان اختلف على أي فريق معه ا لحق فالاختلاف موجه وليس منطقيا , ومن هذا المنطلق يرى كل فريق من الأفرقاء انه هو من يمتلك الحقيقة التي يجب عليه أن يجهر بها ويسوغ لها وفقا لما تم توجيهه به ومنه يقتات بغض النظر عن قناعاته الشخصية التي مع الزمن تصبح لازمته وهذا برأيي متى وجد ففيه امتهان لإنساتيته وحريته , لذلك يجيرها بحسبانها الحق . ولو سردنا أمثلة من واقعنا العربي , نجد أن المذهبية والطائفية والعرقية لها تأثير كبير في انتفاء الواقعية , تجد صاحب هذا المذهب يؤيد بلا تحفظ سياسات دول على نفس مذهبه كما أتباع إيران , وتجد فريق آخر على طول الخط مع الوجهة المقابلة , وكل فريق ينافح ومعه غالبية مواطنيه طبعا هنا لا ننف التوجه الديني فكما قلت الحق أبلج ولكن أتناول هنا الحقيقة أي الواقع بمعزل عن من هو على الحق ... لذلك أدعو لحوار عربي مجرد عن الطيف المذهبي والطائفي لتجتمع الأمة على حزمة من الأمثلة والوقائع المعاصرة ونقاشها بتجرد عن رؤى وأفكار الدول التي ينتمون إليها . وتبقى القناعات السابقة خارج قاعات الحوار لنصل لبداية تحرر من الارتهان لأفكار معلبة , وبضمانات من الدول التي ينتمي إليها المتحاورن من عدم التأثير على مصادر معيشتهم ويبقون مواطنون ينتمون لأوطانهم ويحترمون سياساتها والالتزام بقوانينها ودساتيرها , وذلك بحكم أن ذلك من واجبات المواطنة , وتبقى أراءه المتجردة إلا من الحق لا تمس بأمن بلده و على ألا يتآمر على وطنه عندها انتفى أهم عنصر من عناصر واجبات المواطنة . ما أرمي الوصول إليه أن يؤسس لفكر ورأي بأي حدث عربي لا يرتهن سوى للحق عند حديثه أو كتابته لرأيه الذي لايختلف عليه اثنان مهما كانت انتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم , ووقبل كل شيئ بمراقبة الله وأن هادفيته لا تمس أمن بلده واستقرارها , لذلك وينفي معها أن نكون اليوم نؤيد بكتاباتنا موقف معين , وبالغد نتقف ضده تبعا لتوجه عام يتم اقتاعنا به وقد يكون مناسبا ومنطقيا , لكن من المخزي أن نتظاهر بالاقتناع كي لا نكون خارج السرب , وليس عن قناعاتنا نحن ونصنف رأينا أنه خاص بنا بينما هو موجه ومعه ألغينا عقولنا .