عرف المجتمع الجازاني كغيره بترابط افراده الوثيق قديما وذلك من تعاليم دينهم اولاً ثم من واقع حياتهم وطرق عيشهم وانواع حرفهم التي كانت تقوم على التعاون فيما بينهم والاستعانه ببعضهم فيما جرت عليه العاده وأصبح متعارف عليه دون عروض او مزايدات او استغلال مواسم وتلاعب باسعار ولعل البساطة لدى الانسان الجازاني في حياته واصالته في مبادئه ونخوته في شخصه من اهم ما ميز التلاحم والتكافل لدى المجتمع الجازاني في ذلك الزمان وفي حكايات الاجداد والاباء الف حكاية اسطورية لتلك المعاني والتي تختتم في غالبها بتناهيد افتقاد نستشف منها حجم مفقودهم في حاضرنا هذا ! لا اريد ان اردد هتافات الاستنكار ضد ما نحن فيه في هذا الزمان من نواحي كيف كانوا وكيف نحن ؛ في تقاربهم وتكافلهم وتعاونهم وحياتهم . ولكني اريد ان اقول بان التركيبة الشخصية والجغرافيه لم تتغير وكل ما نعيش اختلافه عن جميل زمانهم انما جاء من اختلاف الحياه والحاجة وطرق العيش ولا ننكر جحافل المغيرات والمؤثرات وكل ما لم نحسن استخدامه لاغراضه ومنافعه0 والمبصر يرى ويميز ما هو أبعد من سوداوية الاستياءه المعتم بالاكتفاء والعجز الغير مجدي ايجابا ان هناك شي من تكافل اجتماعي قام من طبيعة الزمان وخصائصه وخاصة في المناسبات والملمات حقيقة لو وعيناها جيدا وحرصنا على استمرارها والمحافظة عليها بما يتوافق مع اعجابنا بما عشناه قديما او سمعناه لعلمنا اننا امام مسؤولية اجتماعيه تقوم على التعاون والجديه في تسليط الاضواء معنويا لمعاني تلك الثروة القيمه والتربية المجتمعيه. العظيمة فشجعنا وتبنينا وجعلناها مقياسا للتميز الموجب للثناء وبادرنا في تكريس المعنى والغرس لدى كل من نحن مسؤولين عنهم بتطبيقة على انفسنا اولا ثم الحث عليه ومن اهم ما أراه في هذا السياق المحاكاه بمنطقية عاقله وحكيمه تتماشى مع الامكانيه الحياتيه والنفسية للمجتمع الواحد ومنها مثلا الترتيب ولي في هذا مثالاً يوضح مقصدي بشكل مباشر ومفهوم وهو عندما نعلم باننا كمجتمع واحد في هذا المكان سواء قرية او حارة او هجره باننا نتعاون ونتكافل في المناسبة او الملمه وبدلاً من ان نجعل تفاوت في المبذول فنخلق شي من تقييم رغم توحد المكنون والدافع فلما لا نستبق كل هذا بشي من استعداد وترتيب كان نوفر المتطلبات بشراكة عادله يرجى منها الاجر والقيام بالواجب فلو اننا اضفنا مستودعا صغيرا في حرم الجامع او في اي مكان مناسب يكون فيه ما نحتاج اليه في تكافلنا ولنقل مع عزاء مثلا ؟ لجعلناها درساً يحفظ وعملا يبقى فيستمر وتربية عملية تعزز الكلامية المنسية في الغالب!!! 1