ما من رواية سعودية إلا وتتضمن حكاية حب. أحياناً تكون تلك الحكاية هي المحور الأساسي للنص وأحيانا تكون مجرد حكاية جانبية يستحضرها الروائي لمنح النص جمالية ما. لكن تلك الحكايات العاطفية في الرواية السعودية تتطلب المساءلة والجدل ومحاولة التعرّف على وعي الروائي بالحكاية العاطفية التي يقدمها في نصّه.وفي هذا المحور، تمت استضافة خمسة أسماء من الروائيات السعوديات، ممن يمثلن الجيل الشاب، للإجابة عن أسئلة تحاول الاقتراب من وعي الروائي بالحكاية العاطفية التي يكتبها، وهن: إيمان هادي، نداء أبو علي، أميرة المضحي، أماني السليمي وشروق الخالد. إيمان هادي :كتبت روايتي بنتيجة محسومة وهي فشل في عملك الروائي هناك حكاية حب، فما هي الرؤية التي يمكن أن تكون قد قدّمتها روايتك للحكاية العاطفية في تصورك؟ إيمان هادي: في سماء ثامنة تلفظني، لا يمكنني أن أقول إنني قدمت رؤية مختلفة عما هو مطروح في الأدب السعودي على الأقل، بل كانت حكاية تقليدية مكررة. لكن ليس التكرار هنا هو المشكلة بل في كيفية معالجة الحكاية من خلال رواية لم تقدم شيئاً مختلفاً. حور تحب علي وتحلم به زوجاً وهو يرفض الاقتران بها بسبب قوة العرف المعارض لارتباطهما ومن هنا تبدأ الخيبة وكالعادة، فهي الخيبة التي تتفرد بها الأنثى ويكون فيها الرجل مداناً . وبشفافية أكثر، فإن حور وعلي شخصيتان رسمتا بنتيجة محسومة وهي فشل حكاية حب يكون الجاني فيها ذكراً والمجني عليه أنثى. وعلى ضوء النتائج المقررة آنفاً دون التحليل والتشريح الكافي للحدث فلن نتمكن بأي حال من تقديم رؤية ناضجة ومختلفة وإنما ستكون رواياتنا كرسائل أشبه بالدعاء الذي نبتهل به لله لينصفنا أو كرسائل نمرر من خلالها ما مفاده كم نحن نتألم ! نداء أبو علي: "ظل ومرآة" تحكي عدداً من الحكايات المتباينة ما بين فاقدة للذاكرة، ورجل نرجسي، وآخر مهووس متتبع لإحداهن وأخرى بعبث تبحث عن بديل لخلو حياتها من عاطفة. شخصيات عدة بمحاور مختلفة. من الصعب عليّ أن أشرّح روايتي بمبضع يروق للنقاد استخدامه ومن الصعب أن أزعم بأن لروايتي رؤية مختلفة لأن ذلك كأم تطري على نجاح ابنها، أو رجل مفتون بجمال عشيقته منكر لأي انتقاد حيالها. قد تكون الرؤية التي قدمتها روايتي مختلفة وربما لا. أميرة المضحي: هي حرب أيضا، فمن أجل الحب نخوض حروبنا. الحب وحكاياته اللانهائية مادة أساسية في الفنون جميعا لكنه في الآداب يأخذ شكلا مختلفا ومغايرا، وأساسيا في الوقت ذاته. في أعمالي ارتباط وثيق وغليظ بين حالتي الحب والحرب، فكلاهما يقود إلى الآخر من وجهة نظري، منذ بدأ الخليقة. أماني السليمي: الحب هو أرجوحة الحياة والأوكسجين الداعم لحياة متجددة وتنفس مستمر ..حينما نكتب بلا حب فالحروف تصبح قاسية جامدة لا هواء فيها ولا اتزان وتصبح الكلمات سوداوية يابسة لا إحساس فيها.. وحينما نشاهد فيلماً دون قصة حب يصبح الفيلم حكاية الحب و يكون الجاني فيها ذكراً والمجني عليه أنثى ومن فيه أشخاص بلا أرواح ..وحينما نشاهد لوحة فنية دون نظرة حب نشعر بنقصان جمالياتها من شيء مذهل كنظرة متلهفة ويدٍ عابثة ..الحب هو أساس كل شيء في كل الفنون...لذلك طرحت قصة حب عظيمة في روايتي الثانية (نيلوفر الماضي الرهيب) والرواية تراجيدية نوعاً ما..تحكي عن قصة حب منتهية لكنها تتجدد مع تقدم الفصول..الحب يهب السعادة وتارة يهب التعاسة ..تارة يكون الحب لعنة تتبع صاحبها..وتارة يكون جنة يغمر صاحبها بسعادة أزلية.. وتارة يمتزج هذا بذاك ومزيج البياض والسواد هو ما كان يميز رواية نيلوفر الماضي الرهيب. شروق الخالد: لا يمكن الجزم على الاختلاف لكن أعتقد بأن رواية " تركتك لله " نفت ما كان دارجا بأن الرواية العاطفية ماهي إلا عمل بسيط للتسلية لا يحمل أي بُعد اجتماعي، وأنها مجرد نسيج خيالي معتمد كلياً على الإسهاب دون أن يستند على عناصر ومقومات العمل الفني الروائي. وفي تصوري أن أكثر ما تميزت به " تركتك لله " الحبكة المركبة حيث بدأت الأحداث من النهاية " العقدة " ثم استعرضت الأحداث الصادقة التي أوهمت القارئ بالواقعية، وضمن قالب فني معين تعدد الرواة مما ترك مجالاً لطرح روائهم الذاتية، وهي رواية نفسية واقعية من الدرجة الأولى قدمت أفكاراً وصراعات فتاة من بيئة محافظة ومجتمع مغلق مع أهوائها وقيمها الدينية والاجتماعية ومع نفسها ومع الآخرين و التي أودت بها في النهاية. الملاحظ أن الروائية عندما تدون الحكاية العاطفية فهي تتكئ على البوح وتداعيات اللغة فيما تخلو تلك الحكاية من البعد الدرامي. هل تعتقدين بصحة هذه الملاحظة؟ إيمان هادي: على الأغلب نعم. فحين يكون الأمر قلبياً تجده لا يستند لخطة مسبقة في رسم تفاصيل العمل وملامح الحكاية بقدر ماهو تسريب لحظي ل ( زحمة الحكي ). لتأتي الحكاية ثانياً وبأي شكل، المهم أن تحمل تلك التداعيات السابحة في تيار الشعور أميرة المضحي : المرأة صمتت كثيرا ، وحان الوقت لتحكي هي وتروي ما تريد أن تقوله وتقدمها لتعبّر عن معاناة الأنثى المُحِبة . بالمعنى الأدق فالاعتماد على اللغة الشاعرية قد ضلّل الشخصية الروائية الناضجة ليكتفي القارئ بتداعيات شعورية هي أشبه بالهذيان وقد يجد فيها متعة كونه يقرأ خواطر أو رسائل شغوفة أو حتى قصائد مما يفقد الرواية أهمية حضور ملامحها وبنائها الفني الصحيح . نداء ابو علي: سأجيب عن السؤالين الثاني والثالث سوياً، لأنني أجد السؤالين مكررين وكأن فيهما محاولة للتأكيد على تهمة ابتعاد الروائية السعودية عن الحبكة الروائية والبعد الدرامي وتركيزها على البوح واللغة وسطحية الفكرة. لأن المنهجية التي يختارها الروائي تختلف حسب ذائقته وميوله. لا أجد مغايرة في الرؤية بين الروائي والروائية، وأمقت تصنيف العمل الروائي حسب جنس الشخص وأجد في ذلك لمسة عنصرية. فالأعمال الروائية تختلف حسب اللون والطابع الذي يروق لكاتبه. لكن في حال زعمت بأنني اتفق معك في بعض الحالات بأن هناك جرأة أكبر في كتابة الروائيين السعوديين عن الروائيات، فإن ذلك قد يعود إلى وجود عصب تالف في الدماغ وإقرار في العقل الباطني بأن تركيبة المجتمع السعودي تسمح للرجل بأن يتفاخر بإنجازاته الغرامية بتفاصيلها الجسدية وتنفي حق المرأة لأن تتفوه باسم شخص تكن له أحاسيس عميقة. لكن ذلك قد يبخس من حق الروائيين لأنه يبعدهم عن عمق السرد فنياً. فذلك مجرد محاولة لتحليل البعد النفسي الاجتماعي. الرواية السعودية لم تصل بعد لمرحلة عميقة من النضج باستثناء عدد محدود من الروائيين والروائيات. أميرة المضحي: نحن مجتمع يفتقد الحب كعاطفة، ورقة المشاعر ليست من أصيل صفاتنا. قد يعيبها البعض وقد يحرمها البعض، وقد يكبتها البعض، وقد لا يفهمها الكثيرون. ربما لهذه الأسباب تركز الكاتبة على البوح، فهي أنثى صمتت لفترات طويلة والرواية تطلق مكنونات البوح بحرية. ومع ذلك لا نستطيع أن نعمم البوح على الرواية. أنا أهتم و أحب الدراما كثيرا وأحاول أن تكون بعدا رئيسا في أعمالي لأعيش مع القارئ الحيوات التي لم أعشها، ولأمتلك القدرة والسلطة على الشخوص التي أخلقها لأقدم عبرها وجهة نظري في الحياة. أماني السليمي: معظم القصص المتصاعد أحداثها تمتلك بعداً درامياً وبالتأكيد فالقصص المقروءة تختلف عن القصص التي تُشاهد ..ففي الرواية يشعر القارئ بالرائحة والتذوق ويستشعر أشياء دقيقة التفاصيل بخيالاته ..ربما لا يشعر فيها بواقع حياته أو عند رؤيته لتلك الأعمال أماني السليمي : في روايتي كنت ضد الإناث وكان البطل هو الداعم الأكبر لتلك الأنثى المزعزعة المصورة . وفي فن الرواية معظم الكلمات تأخذ وصفاً دقيقاً للمكان دون كثرة للحوارات وهذا يختلف جذريا عن الأعمال الدرامية التي تهتم بالموقف والحوارات .. بينما يكون اهتمامها بتفاصيل الأشياء الأخرى عابر ينتهي بمجرد مرور الكاميرا التي ربما تلتقطها عدسة عين المشاهد ، وربما لا يتنبه إليها بخلاف الرواية التي يتحدث الكاتب بإسهاب عن تلك التفاصيل الدقيقة جداً شروق الخالد: يبدو لي ذلك صحيحاً لكن المسألة لا علاقة لها بالاتكاء على اللغة وحسب بل إنها تستند بشكل كامل عليها لأنها الخيط الوحيد الذي يصلها بالقارئ لإثارة عواطفه فدونها يكون العمل مجرد فضفضة لا قيمة لها فنياً وكذلك فإن خلو العمل من أي بعد درامي يوقع الكاتبة في فخ الطرح التقليدي الذي لا يعيره القارئ اهتماماً. شروق الخالد : « تركتك لله » رواية نفسية واقعية قدمت أفكاراً وصراعات فتاة من بيئة محافظة ومجتمع مغلق هل تجدين هناك أية مغايرة في الرؤية بين ما يكتبه الروائي السعودي وما تكتبه الروائية السعودية في ما يتعلّق بحكاية الحب؟ ايمان هادي: وإن كان الكاتب الذكر يُمنح مساحة وسقف حرية أعلى قليلاً إلا أن المشكلة ستظل قائمة في رسم رؤية مميزة ومغايرة لحكاية الحب وقد نعزو الأمر إلى أن كل منهما حين يتوجه لكتابة حكاية متخيلة عن الحب فهو يكتب في منطقة مضطربة وبمفاهيم مغلوطة. لن تكون الكتابة الروائية إلا انعكاس للخلفية الثقافية عن موضوع ما . فإن كان الموضوع في أساسه مازال مرتبكاً فكيف سيمنحنا جو كتابة على قدر عال من الصفو . ربما نلحظ هذا الأمر أكثر لدينا نحن الكاتبات السعوديات فتجد محاولة الكاتبة إقحام كل القضايا حتى في ما ليس بمكان لها، وماهذا إلا استبسال منها لإنقاذ تلك الحكاية ( الحب ) التي ينظر لها على أنها ليست بقضية وإنما ثيمة مهلهلة يمتطيها الروائي . إننا نجد الشخصية الروائية تعاتب محبوبها في رسائلها ثم تقول له : ( وأنت تعلم حال البطالة في بلادنا !! ) على سبيل المثال . الكاتبة السعودية وإن كانت تملك موهبة تميزها عن غيرها إلا أنها امرأة سعودية قبل كل شيء . تعلم أنها حين تكتب عن الحب فهي تكتب عن منطقة محرمة عليها لذا تبدو مرتبكة في أفكارها، مشوشة، فيأخذ هذا الموضوع عندها شكل التداعيات والبوح المتباكي . أميرة المضحي: المغايرة موجودة بالتأكيد لاختلاف التفكير، فالروائي هو رجل أيضا ويعتبر الجسد ركيزة أساسية في حكاياته العاطفية، ولكنه ليس ركيزة المرأة الأساسية التي تبحث عن الحب والعاطفة. لذا تختلف الأفكار والرؤى والأمزجة وحكايا الحب. أماني السليمي: بالتأكيد كل كاتب يختلف عن الكاتب الآخر وأيضاً المؤلفة تختلف عن زميلاتها، كما يختلف الذكور عن الإناث بكتاباتهم وأفكارهم وخيالاتهم ومدى بعد الأحداث وتصوراتهم، وما يميز كل جنس عن الآخر هو اللغة الراقية، والكلمات الرنانة ، والجمل التي لها أهداف بعيدة المدى وتلامس شعور القارئ ليستشعر أنه هو المقصود بهذه الجملة ..هنا يتميز الكاتب أو الكاتبة عندما يصل إلى وجدان القارئ ويؤثر فيه . شروق الخالد: من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف بالرؤية بينهما، وهذا الاختلاف نابع عن طريقة تعاطي كل منهما مع حالة الحُب التي يعشيها بطله الروائي، فأساس كل علاقة عاطفية هي وجهة نظر تحدد ما قد يحدث تالياً، كرأي نزار قباني في زواج المحبين "الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال" . وجهات النظر هذه هي التي توجه هذه الأعمال الروائية وكوننا نعيش في مجتمع تقليدي ذي توجه فكري محدد تحكمه عادات وتقاليد معينة نجد تشابهاً في الأحداث وتبياناً في اللغة. الروائية السعودية غالبا ما تنتصر للمرأة في نصها الروائي وغالبا ما تكون صورة الرجل سلبية. في تصورك هل هذا الأمر يعود الى ان الروائية السعودية تنحاز الى البعد الاجتماعي، وليس للبعد الفني في كتابة روايتها العاطفية ؟ ايمان هادي: أعتقد ذلك ولعل ما ذكرته من حيث إنها تكتب في منطقة ملغومة ما يجعلها تحاول الانتصار للأنثى من خلال شفقة القارئ، لذا نجد العاشقة مرسومة ملامحها بشكل متطرف في المثالية على حين يبدو الذكر في الجانب الآخر، الموغل في السوء. وهذا الأمر ليس عند الكاتبة فقط بل لدى الكاتب أيضاً . فالمنطقة الوسطى معدومة والشخصية الناضجة الطبيعية التي تحمل الجيد ونقيضه غائبة . وهنا تحديداً في هذه النقطة نلحظ الاختلاف الشاسع في رسم الشخصية مابين الأدب السعودي و الأدب الغربي ويمكنني إيراد شخصيات روائية على عجالة . كشخصية آنا كارنينا ومدام بوفاري برغم أنها كانت شخصيات أساسية إلا أنها جمعت النقيضين من التضحية في الحب والخيانة معاً. فلورينتينو في زمن الكوليرا أيضاً . فهو برغم حبه لفيرمينا داثا وبحثه عنها وصبره على أن يظفر بها إلا إنه لم يكن ليتورع عن معاشرة الكثير من النساء . الكاتب الغربي يرسم شخصيات ناضجة فنياً . طبيعية . حقيقية . فهو حين يكتب لا يهمه أن ينتصر لجنس معين أو مبدأ وقيمة اجتماعية أو ما شابه وإنما ينتصر للحدث الذي سيخدم الرواية وفي ذات الوقت يتماهى مع الصورة المرسومة لأقوال وأفعال شخوصها. وهذا الاختلاف ناجم عن اعتبارات عدة . نداء أبو علي: من الصعب التعميم وتصنيف غالبية الروائيات السعوديات بأنهن يخترن في سردهن انتصار المرأة وسلبية الرجل. إن كان ذلك وارداً كما يزعم الكثيرون، فقد يكون مزيجاً من الكبت النفسي الاجتماعي الذي يدفع الروائية للمحاولة للانتصار على الأقل على الورق، للتنفيس عن هزيمتها في حياتها الفعلية. وهذا يتنافى مع الادّعاءات المسبقة بأن المرأة لا تركز على الحبكة الدرامية، فهناك من يركز على السرد وإن اختلفت طرق وجودة الكتابة ومنهجيتها ويتكرر ذلك سواء كان الكاتب ذكر أم أنثى، وإن كان هناك مزج نفسي اجتماعي يدفعها لاختيار الانتصار للمرأة في بعض الحالات. إلا أن ذلك لا ينفي أن يكون ذلك متوافقاً مع البعد الفني لكتابتها. أميرة المضحي: ربما تحاول أن تثبت مظلوميتها، وبأن تأثر من هذا الرجل الشرقي الذي نذر نفسه من أجل كبتها وقمعها بحجج كثيرة . نحن لا نهرب من عقدنا وذاكرتنا وماضينا وآلامنا وحزننا. المرأة صمتت كثيرا وظلت تستمع لأستاذها الرجل، وحان الوقت لتحكي هي وتروي ما تريد أن تقوله. أماني السليمي: على العكس ففي روايتي الثانية كنت ضد الإناث وكانت البطلة هي الخائنة المضطربة ..والبطل هو الداعم الأكبر لتلك الأنثى المزعزعة والمتفاني في حبها والذي يمنحها شعور الثقة بالنفس وينمي بداخلها حب هوايتها والاستمرارية فيها إلى أن وصلت مرحلة ما بعد الإبداع لكنها قابلت ذلك بالإساءة بسبب تراكمات قاتمة عدة جعلتها تحمل هجوم بداخلها ناحية ذلك الرجل العاشق . شروق الخالد: الصورة النمطية الغالبة في مجتمعنا البسيط سواء كان واقعاً أو نصاً روائياً مكتوباً هو أن المرأة فيه مغلوب على أمرها والرجل " غولاً " مهمته تدمير حياتها كما أن طبيعة الإنسان أن يبرأ نفسه ويسقط عيوبه على الآخرين. الكتابة البسيطة تحافظ على هذه النمطية في إطار اجتماعي ملقح بدراما غزيرة ومفتعلة، بينما الكتابة المدروسة التي تهتم بالجانب الفني والاجتماعي معاً تؤمن بأن لكل من الرجل والمرأة نصيبه من فعل الشر ولا تنتصر لأحد وهذا ما فعلته بشكل تقريبي في روايتي " تركتك لله " بأن جعلت لكلا الطرفين صوتاً وللقارئ كامل الحرية في أن ينتصر لمن شاء.