النظام, ( أقصد به اللوائح والأنظمة ) أو مايسمى "القوانين " الإنسان هو من يسنها , يعدلها, يسيّرها ا, يجددها , ويلغيها . هكذا هي القاعدة المعروفة في كل بقاع العالم . إذا ليس صعبا تعديلها, أو لغاءها متى ما اتضح أنها عقيمة, ولا فائدة من بقائها . ما يؤسف له أن تجد نظاما سُنَّ قبل جيل, أو جيلين, ويكون عقبة أمام الناس, دون تحرك من أصحاب القرار كون هذا النظام لا يخدم الناس. إذا لماذا التمسك به ؟! حالات بعض الأنظمة واللوائح مبكية جداً, ومؤلمة, لمن يتصادم معها, وثمة صور عديدة لمثل هذه الحالات . ولعلني أريد التطرق لمثالين من هذه الحالات, مع إيماني بالمئات من الأمثلة التي تناقش نفس الفجوة .!! الأول / تقييد الإبداع للأشخاص بأسباب بدنية, وجسمية, لا علاقة لها بالهدف منها, ولعل قصة ( عمار بوقس ) مثالا عليها, فما الفرق بين جامعة الملك عبد العزيز, والجامعة الأمريكية في دبي, سوى أن الأولى تعترف بنظام عقيم لا مجال للنقاش فيه, وكأنه قرآن منزّل, بينما الأخيرة تعتمد على نظام يخاطب العقول المبدعة كونها مؤسسة تعتمد على العقول ..! الغريب أن من سن النظامين هو الإنسان, وليس كائن آخر فقط (الرؤية المستقبلية) هي الفارق .. !! كان لويس برايل كفيفا, وصغيراً, كان حاد الذكاء, عندما أخترع نظام برايل للمكفوفين لم يتجاوز عمره الخامسة عشر حينها,فلما لا نؤمن أن النجاح لا يحتاج إلى بصر, وعمر بل إلى بصيرة, وصبر . أتذكر ما قاله الدكتور أحمد زويل حيث قال: ( الغرب ليسو أذكى منا, لكن الفرق أنهم يدعمون الفاشل حتى ينجح, ونحن نحارب الناجح حتى يفشل ..)! المثال الثاني وبعيدا عن الأول: لا أعرف سببا مقنعا لملاحقة أصحاب البسطات التي يقتات منها أصحابها ممن يريدون الرزق الحلال دون خوف من بعبع البلدية لمصادرة بسطته البسيطة بحجة مخالفة النظام. !! وما حدث بتونس وأجج ثورتها حين أحرق بوعزيزية نفسه عند مصادرة عربته التي كان يتنقل بها ليبيع الخضار لتأمين لقمة عيشه ,وكأن هذه البسطة ستكون عاراً على النظام . ويا ليت أن هذا النظام كان لحماية الإنسان, وملاحقة من يخل به, ويرفع الأسعار على المواطن ليتهم يراقبون المطاعم, ويتابعون المشاريع المتعثرة, ويحاربون الفساد الذي أصبح علامة واضحة أمام أعين الجميع . فاصلة : (الأنظمة واللوائح) التي لا تخدم الناس ستقود إلى فجوة مخيفة بين (الناس) و(أوطانهم).!! 1 [email protected] - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : Untitled-6.jpg