الأيام أصبحت حبلى بما يقض مضاجعنا ، وبما يكدر صفو العيش فيها ، فنعتصر ألماً ، ونكتوي حرقة بنار الخطوب ، وسياط الحزن والأسى تجلدنا ليل نهار بلا رحمة ولا شفغه ، بين الفينة والأخرى نودع حبيب أو قريب وبين الفينة والاخرى تذهب عائلات بأكملها والفاجعة هنا أدهى وأمر، حوادث مرورية لا يعرف لها أول ولا آخر فالطيش والسرعة الجنونية تنتج ما لا يحمد عقباه حينها لا ينفع الندم . ما نتمناه على المسؤولين والقائمين على أمن وسلامة المجتمع , الحفاظ على الأنفس بمايتوفر من امكانيات وقدرات كإجراء وقائي , وتبقى الأقدار بيد الله وحده , ولكن لصون الأنفس من عبث العابثين, والمستهترين بأرواح الآخرين أن يتم إستقطاب ( نظام ساهر ) ليكبح جماح الطيش والجنون الذي أودى بحياة الكثيرين إلى القدر المحتوم والحد من سيول الدماء المراقة على الطرقات ، ليتقيد الجميع وفق نظام مروري صارم يحاسب بكل حزم أولئك الذين يتسمرون خلف المقود ليسفكوا دماء الأبرياء ويزهقوا الأرواح دون أي ذنب أقترفوه . اللوحات الإرشادية تملأ الطرقات لإيضاح معالم الطريق ومع كل هذا لا تجد أحد يلتزم بها إلا نادراً , معرضاً حياته وحياة الآخرين للخطر ، وبالرغم من الحوادث المرورية المتكررة إلا أن العبرة والعظة عند بعض الأشخاص لا تتجاوز مكان الحادث فتجده بعد ذلك يسابق الريح . على المرء أن يدرك جلياً ويتعظ ويعتبر ويعيد حساباته ويفكر فيما خلفته تلك الحوادث المرورية ، وكم من أطفال يُتّموا ونساء ترملن وآباء فقدوا فلذات أكبادهم ، والحالات التي ترقد في المستشفيات جراء تلك الحوادث المرورية الشنيعة ، ناهيك عن الأضرار المادية الجسيمة والتي لا تقارن بالأرواح قال تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فإلى متى يستمر مسلسل المآسي على تلك الطرقات ؟ ويستمر معها النزف البشري , والضحايا كل يوم في إزدياد بالنظر إلى الإحصائيات التي تعلن بين الحين والآخر لأعداد الحوادث المرورية والإصابات والوفيات. 1