لست مع الطرفة (النكتة ) التي تقول أن العقل العربي هو أغلى العقول في العالم لأنه لم يستخدم بعد . ولكن مع الحقيقة ( المرّة) والمؤلمة في نفس الوقت والتي تتلخص في الاستخدام الخطأ للعقل العربي . منذ قديم الزمن ونحن نفتقد الاستخدام الصحيح للعقل , التاريخ يشهد على ذلك ( أعني التاريخ الحقيقي لا المزور). خذوا الأمثلة : حرب داحس والغبراء , حرب الفتنة الطائفية , سيرة هارون الرشيد , سقوط الأندلس ,العثمانيون يحكموننا ، تنظيم القاعدة , وأخيرا وليس أخرا (احتراف كرة القدم). الأمثلة السابقة توضح سوء استخدامنا لعقولنا نقرأها عقلا ونحكم عليها بعاطفتنا , أتحداكم أن تتفقوا بحكم واحد على أحد الأمثلة أعلاها بل كل سيميل مع عاطفته التي تحكمه نحو الحدث. عقولنا لا تصدر أحكاما وتقييما للأمور ولا نستطيع استخدامها لماذا؟؟ الجواب : نحن أمة ( أمية) يشهد (القرآن الكريم ) على صحة كلامي, من ينكر قولي لن يستطيع إنكار قوله تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم) رضينا بالتبعية الفكرية لغيرنا فالأمية ليست جهل القراءة والكتابة بل الأمية أمية العقل . قبل الإسلام فكريا : في الشام كنا نتبع الروم والفرس ولو دخلوا جحر ضب لدخلناه . وكذلك في اليمن لم نجد غير الأحباش حتى نتبعهم فكريا فلا يمن بعد عدن . حررنا الإسلام من التبعية الفكرية فحكمنا العالم . اكتشف الأعداء سر تفوقنا عليهم وسيطرتنا على بقاع العالم . لم ندرك نحن السر ذلك بل كنا نفتخر به ونحكم بعاطفتنا قبل أن نحكم عقولنا . ألم اقل لكم إننا عاطفيون نعاني من أمية العقل إلا قليلا من القوم . ضاعت السيطرة على العالم في غياب العقل وأحكامه وغزانا العالم من حيث لا نحتسب. تركونا في غياهب العاطفة ونمّوها لنا خير تنمية فصرنا أتباع ولم نعد ممن اتبعوا. تمزقنا أوطانا , في كل وطن ألف انتماء من القبيلة حتى وشم الناقة . صار تفكيرنا بقلوبنا وعقولنا مشتتة بين الحب والواقع حتى غدونا مثل كومة قش تحتاج إلى جذوة حتى تشتعل لا تخمد نارها حتى لو دفنت بالتراب. لم نعد نعرف كيفية استخدام العقل بصورة صحيحة وعانينا ( ألأمرّين) مر التيه في افكار الغير ومرّ التبعية للوصوليين من كل صنف وفي كل مجال . العقلاء ممن بقي معهم قليل من العقل منا عانوا الشقاوة في مجتمعاتنا حتى انهم تمنوا الجنون (فالمستريح اللي من البال خال) و ( أخو الشقاوة في الجهالة ينعم ). وقافلة العالم تسير نحو الحضارة بسرعة هائلة و(لاناقة لنا فيها أو جمل ) حتى وإن كانت ( أم رقيبة ) هي أغلى وأغنى (مزايين للنوق والجمال) في العالم . ليت امتي يغمرها طوفان ( تسونامي ) حكمة حتى ترتوي عقولهم المجدبة من جديد وتزرع خصب التفكير والفكر وتعود إلى تلك اللحظة القصيرة عبر التاريخ . دعاء الختم : اللهم احفظ مصر واليمن فهما عينان نرى بهما ومتّع اللهم قومها بالعقل والحكمة وابعد عنهم كل وصولي يستغل التبعية الفكرية حتى لا تصيبهم ثقافة القطيع .