آهٍ من هذا الكرسي الذي نتسابق إليه ولا نعتبر منه ، في الغالب له قوائم أربع ، يذكرنا بأيام الهرم وأننا ماضون إلى مرحلة تشبه هذا الكرسي لا يقف إلا على أربع ومع هذا لا نعتبر على كرسي الإدارة نجلس ساعات وساعات أشبه بقاذفات أو راجمات إما للسلم وإما للاستعراض وإما للإخافة وإما للنوم على كرسي الإدارة نتسابق من أجل الوجاهة والاستقبال والدوران والغرور أو التواضع . هناك أناس يعشقون الكراسي وهناك أناس تعشقهم الكراسي ، أما من يعشقون الكراسي فلو بأيديهم لأحضروا سلاسل وأغلالا لربط أنفسهم بها وصد الآخرين عنها وأما من تعشقهم فإنهم لا يبالون بعشقها لهم فهي مجرد عجوز هرم في نظرهم أو سيهرم لاحقا في أي منظومة عمل تكثر الكراسي ويكثر الجالسون عليها والدوران بها ، لكنهم قلة الذين تحرك عقولهم هذه الكراسي أو تحفزهم بأناقتها وراحتها وجمالها على تحريك العمل وتقليبه بالشكل الذي يرضينا وفي بعض منظومات العمل تقل الكراسي من أجل ان يزداد العمل وتكثر حركته ولذلك تتميز هذه المنظمات أو المنظومات برشاقة أصحابها وخفة حركتهم وفي بعضها تكثر الكراسي وتسمن بطونها وتسمن معها بطون الجالسين عليها فتقل الحركة وتتحول العقول إلى جماجم خاوية فارغة من التفكير فارغة من حسن التوجيه . *الكراسي دوارة والمهم من يدور عليها بحكمة ومن يتشبث بها حتى تهرم ويهرم معا ويمشي بعد تقاعده على أربع* محمد الرياني مدير الاعلام التربوي بتعليم جازان 1