يصعب على المتطرفين فكريا والإقصائيين فهم الاختلاف و فقه الاختلاف و ثقافة التعدد فنجدهم لا يتورعون عن إلحاق الأذى بمن يختلف عنهم و بدلا من مجابهة الفكرة بالفكرة والرأي بالرأي يلجأ هؤلاء إلى الاعتداء. هؤلاء المتطرفين يزعمون بأن منهجهم هو المنهج الصحيح و بأنهم يملكون الحقيقة المطلقة فمن يسير وفقًا لمنهجهم فهو سائر في طريق الجنة و من يخالفهم في منهجهم وفكرهم فهم على ضلال لذا استحلوا الاعتداء على مخالفيهم و ايذائهم و الإضرار بهم بل وصل عند البعض للتهجم على أعراض من يختلفون معهم وقذف نسائهم مخالفين بذلك المنهج الإسلامي و النبوي . الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام. يظنون بذلك انهم يحسنون صنعًا و يدَّعون الدين والأخلاق وإتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وهو منهم براء . كيف يدّعون تدينهم وهم يخالفون منهج الاسلام الذي يأمرنا بالدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ! ويحذرنا من الاعتداء على الغير فما بالهم بالمرء المسلم ! كيف يدعون حب النبي عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة والسلام والذي عرف بأخلاقه وبطريقته السليمة في احتواء المخالفين والمعارضين ! وهم يناقضون منهجه ! هؤلاء الاقصائيين يجب أن يدركوا أن الإختلاف بين البشر سنة كونية فالله تعالى يقول (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ) وأيضًا بين المسلمين الإختلاف موجود ولن ينتهي وذلك لحكمة إلهية لم يستطيعون استيعابها بعد. كيف لنا أن ندعوا غيرنا للإسلام وماذا نجيبهم لو سألونا عن أفعال هؤلاء المتطرفين الذين لم يخافوا الله بعباده ! كيف يظنون انهم مسلمين صالحين متبعين للسنة النبوية وهم بعيدون كل البعد عن قيمه ومبادئه ! الرسول يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق , لكن المتطرفين بأفعالهم هذه قد جانبوا الصواب وخالفوا سنة النبي عليه الصلاة والسلام. فبدلا من الادعاء بأنهم يتبعون الإسلام الصحيح يجب أن يبرهنوا على حقيقة قولهم من خلال أخلاقهم وتعاملهم مع غيرهم من كافة الطوائف والأديان . وأن يطبقوا الإسلام تطبيقا عمليًا لا نظريًا 1