ينتابني الشك في بنوكنا بسبب تصرفاتها التي لم استطع بلعها ولا أضنني سأستطيع بلعها حتى لو شربت عليها ماء المحيط ذاك لأنها تتعامل بعنجهية ووحشية وعشوائية مع المتعاملين معها أو المجبرين على التعاطي مع برامجها ومنتجاتها خاصة من غير المصنفين . سأقدم اليوم لكم صورة متكررة لتصرفاتها تلك ,وأصل الحكاية تعود لأحد الزملاء ممن اضطرتهم ظروفهم إلى اللجوء لأحد البنوك الوطنية المهم أنه ذهب وبيده ورقة تثبت مقدار راتبه ومعلوماته الوظيفية ومع أنه غير مصنف على أي فئة بنكية تجرأ وطلب تمويلاً مالياً وبجلسة مع أحد الموظفين البنكيين بعد ساعة من الانتظار طبعاً أخبره الموظف بمقدار ما سيحصل عليه من مال وما سيترتب عليه أيضاً من مديونية بحسب مقدار راتبه , المهم أن زميلنا أخذ كل تلك المعلومات وتوجه لفرع آخر لنفس البنك وبعد بروتكولات (السرى والدور) جلس أخيرا أمام طاولة الموظف الأنيق وقدم له ورقته وبدأ الموظف يحسب له ما يريد فخرج بأرقام تختلف عن ما أبلغه الموظف في الفرع السابق فخرج أخينا من هذا الفرع وقد زادت حيرته وتوجه لفرع آخر فحصل على معلومات أخرى تناقض كل ما سبق. مثل تلك القصة تشعل في الذهن الكثير من الأسئلة مفادها لماذا يفعل البنك هكذا بالعميل وهل هناك نظام يختلف من فرع لآخر ؟أم أن هناك تعاطي مختلف مع هذه الأنظمة من فرع لآخر ومن موظف لآخر!!!! من الذي يحكم تصرفات هذه الوحوش البنكية ويحمي المواطن من أساليبها وتحذلقها لشفط دمه؟؟!! للأمانة سيطرت البنوك على رواتب الموظفين بالقوة وأحكمت قبضتها على أنفاسهم بمباركة الدولة التي تسعى لخدمة المواطن لكن البنوك لم يكن هدفها الا حقوق وتكبيل المواطن بمنتجات وخدمات و اعلانات وهمية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب . يجب على حكومتنا أن تعيد النظر في سيطرة البنوك على رواتب موظفيها فهناك خلل واضح في عمل البنوك فهي لا تقدم خدمات احترافية راقية لمرتاديها ولا تسعى لمقاسمتهم النجاح . كما أنه يجب أن لا تمكن الدولة هذه الدكاكين أن تضغط على أنفاس الشعب وتجعلهم يشاركوهم في قوتهم وقوت أولادهم . لقد وصل الأمر لدرجة أن البنك لا يعطي الموظف راتبه لمجرد انتهاء تاريخ بطاقة الأحوال وأحياناً يجعل البنك الموظف يتسول راتبه منتظرا خلف طابور طويل لمجرد عطل في نظام البنك المحترم وفي أحيان أخرى يلهف البنك راتب الموظف بداعي الخطأ الالكتروني ولا يعيده له هذا إن أعاده الا بعد أن (يدوخه سبع دوخات) يا حكومتنا أرحمي الناس من أسواط البنوك أو أعيدي هيكلتها وهيكلة مخرجاتها بما يضمن راحة المواطن وعدم استغلاله فبنوكنا لا تعامل الناس الا كسلع استهلاكية فقط . [email protected] 5