[b] كلما قيل لي هيا نمارس الرياضة قلت " حين ميسرة " , وكلما رغب الأصدقاء السفر ويُطلب مني مرافقتهم كنت أيضاً أقول " حين ميسرة " , وعندما راودتني فكرة هذا المقال قلت لنفسي " حين ميسرة " , وعندي تفكيري العميق بعنوان هذا المقال قلت " حين ميسرة " , وبعدها قررت أن يكون المقال بعنوان " حين ميسرة " ! ولعل فكرة المقال قد تتحقق ولكن " حين ميسرة " !!. في إحدى الليالي الرائعة قررت أن أمارس رياضة المشي كعادتي القديمة خصوصاً بعد زيادة وزني وقلة لياقتي والتي قاربت الصفر حسب المعايير الرياضية . وعند شروعي في تنفيذ قراري وفي أحد الشوارع الجميلة شاهدت تجمعاً لما يقارب الخمسة عشر صبياً وكانت بينهم بوادر حرب طاحنة !. فاستطلعت الأمر فوجدت المشكلة تكمن في من سيقود الفريق الكروي لهم ! . وكانت هناك منافسة قوية بين أربعة من الصبية ولكل صبي حزباً يسانده ويخطط لإبعاد الآخر !!. خصوصا أن كل صبي من الأربعة كان من حارة مختلفة عن الآخر , عندها تركتهم وحالهم ومضيت في ممارسة رياضتي قبل أن يزداد وطيس المعركة , فتذكرت حينها خطر التحزب خصوصاً إننا مجتمع قبلي وتلعب القبيلة دوراً مهماً في حياتنا , صحيح الفخر بالقبيلة جيد نوعاً ما ولكن في حدود . وتأملت ثقافة هؤلاء الصبية والتي كانت فيها تحيزاً نحو القبيلة وإن كان في نظرهم أن الحارة تلعب دور القبيلة ! . وجميعنا شاهدنا ذلك السباق في الانتخابات البلدية عندما كانت الشوارع تعج بالصور والناس تسير أفواجاً وراء ذلك المرشح والذي كانت القبيلة تلعب دورا مهما فيه , دون الأخذ بالأفضل - طبعاً لا أشك في كفاءة أي أحد -. وإنما هي وجهة نظر . عن نفسي أنا لم أعطِ صوتي لأحد لعدم قناعتي بسياسة الانتخاب من وجهة نظري ! . جميعنا ندرك أن المستفيد من أي خدمات تكون عن طريق الانتخابات هو الإنسان أيا كان وليس القبيلة بعينها ! . ولهذا السبب أري أن نظام التعيين هو الأنفع والأجدر خصوصاً مع بقاء ثقافة القبيلة وما سيصاحب الانتخابات من أمور لا تستند إلى أسس تهم الإنسان ذاته بغض النظر عن قبيلته , هذه الكلمات قد تغضب الكثير ولكنها ستعجب الكثير أيضا ً . فاصلة : بسبب " ناقة " قامت حربُ البسوس وبسلطة القبيلة آنذاك استمرت الحرب أربعة عقود , و " الإنسان " هو من راح ضحيتها !!. 1