حلم، فأيقظته دقات قلبه المتضاربة، نهض كي يزيل ما علق به، لم يتجاوز باب حجرته حتى سمع صوت رنين الجوال ..ألقى نظرة خاطفة، فإذا به الحب يتصل! شهق، ثم التقط جهازه محدثاً إياها: "حبي لقد زرتني في منامي، و.." لم تدعه يكمل، فهي تريد أن ينفذ وعده. ابتسم بخبث مطمئن إياها، وهمس لها:" سوف تجدين ما يسركِ ". أنهى حديثه، واتجه إلى درج مكتبه أخرج منه ورقة وقلماً, وبدأ يكتب السيناريو، ويوزع الأدوار جاعلاً من الحب نجمة الفيلم التي تكتسح المكان، و تسلط عليها الأضواء . خطط ورتب ثم بعد فترة نفذ. حضرت نجمته، ووعد الشهرة والانتشار يدغدغها وهي شغوفة به..غزاها بسهم من عينيه، فما كان منها غير الاستسلام له , والانجراف في تيار الإغراء . لم تكن تلك الأنثى ذات قوام ممشوق، ولم تكن ذات ثقة كي يسكنها الهدوء، ولم يكن كيانها يسكر المارة، ويداعب الحضور.. لم تكن سوى كتلة هلامية تلعنها الأرض، وتبصق في وجهها النجوم. فجأة حضر الجسد الذي تلثمه الأرض, وتعشقه النجوم . لم يقو، وسرت نظرات التلصص على تفاصيل هذا الكيان، وسؤال يدور في خلده: هذه من تكون؟! لم تعر نظراته أي اهتمام, وأخبرته من هي.... لم يستكن في مكانه، فبصره يلاحقها، ولكنه يخشى من الأولى إن تكشف أمره . اجتمع الممثلون و الممثلات، وطرح عليهم توجيهاته قبل أن يحين وقت البروفة. تفاجأ الحشد, وضحك البعض منهم، وتساءل آخرون كأن لهم مخرج واحد" منذ متى بدأت في عالم الإخراج؟" نهضت الحسناء و بصوت ينم عن العذوبة والجمال:" مازلت صغيراً على فعل هذا، فنحن لسنا دمى كي تحركها كيفما تشاء ومتى تشاء، ولسنا وسيلة تحقق من خلالها رغباتك..نحن غاية يصعب على أمثالك الحصول عليها. أو ليس تكفيك خطواتك المترددة يا أيها المهزوز؟ اعلم أنت و من على شاكلتك أن المجتمع لا يريد هَنٌ يتأبطه ذكر لكي يكتبه .. المجتمع يحتاج أقلام حرة تترجمه، وفكراً خصبا ينتجه. لذلك شئت أم أبيت نحن سوف ننجح. 2