مرة.. زارني الليل ألقى عباءته في عيوني. وأسماءه في حكايات أمي. وأشياءه في وسادة ليلى، وأخباره في كتابي! جرني من سريري.. وصار يحدثني عن نساء كثيرات. يسألنني في الغياب عن البحر.. كيف ترامى بزرقته في عيون الغريبة. ثم انتهى شاطئا للكلام؟ قدم لي شمعتين.. وكأسا وذاكرة لا تحب كلام السياسة. تأخذني للنهايات في حزنها. ثم تهملني في رفوف التذكر مثل غبار الرياض. كان يسأل عن صوتها حينما قال: «هل غادر البحر ضحكته؟ لا يزال يشيع القصائد في شهقة الشعراء.. أم أنه منهك مثل توطئة لكتاب قديم؟». سيدي الليل دعني قليلا.. قف أنت بالباب حلما عصي التحقق. تلك التي تتحدث عنها طواها فمي غصة في الحديث.. وشعر تقتق في شفتي فاستوى للنساء حبيبا من الغيب. أو دمعة في عيون الظلام! سيدي الليل.. إن زرتني مرة غير هذي، فإما تنام وإما تدعني أنام! *** مرة.. زارني الذنب .................... جرني من صباح الحديقة نحو السرير وصار يحدثني عن جنون الصغيرة في حضرة الشعر. عن بدوي تجول بين حقول العصافير. حيث رأى دائما مدنا من عذاب ومتسعا للبكاء وآخرة لا تجيء. كان يعض الفراش بأسنانه ثم يمضي سريعا. ويتركني للدم المستحيل! سيدي الذنب.. إن زرتني مرة غير هذي.. فإما تطيل وإما تدعني أطيل! *** مرة زارني الصمت.. أشعل نار الكلام على شفتي ثم دس بجيبي الشماتة حيث انتهينا إلى أن أكون القنوط الجحود المعلق في آخر النص كالقافية! جرني من لساني.. وصار يشير بإصبعه للنجوم تهاوت من الليل نحو الصباح المحلى بواو الوساطة. ................. كان يقص على حيلتي عجزها عن دخول المدينة. باب النفاق وباب الرفاق وباب العتاق! سيدي الصمت إن زرتني مرة غير هذي. فدع كل باب سواي أشر بالكلام علي وخط على جبهتي الانعتاق. *** مرة زرتُني.. كنت أجلس فوق عيون صغاري. وحولي ضحى زوجتي. بينما الظل في شارع الحي. يكنسه عامل متعب باتجاه الظهيرة مستعجلا بالتحية.. منتظرا أن أقول له أي شيء وأعطيه باقي الريالات في المحفظة... كنت أسألني عن طريقي. وآخذني لحنيني، فأنسى العبور بمخبزنا. قبل أن يوصد الباب صاحبه للصلاة ويزداد خبزا! سيدي يا أنا. متى زرتني مرة غير هذي فرد علي السلام!