الرئيس اليمني علي عبدالله صالح و بعد توقيعه على المبادرة الخليجية يكون قد قطع نصف الطريق عن رحيله عن السلطة من الناحية النظرية , لكن هل ستهدأ الأوضاع وتنفذ المبادرة المزمنة , بحيث تشكل حكومة مناصفة يتم تنظيم انتخابات تشريعية و رئاسية وإن لم تنفذ حسب برنامجها الزمني مع نهاية تكليف نائب الرئيس بإدارة شؤون البلاد وهل سيمكن الشارع اليمني المعارضة أن تجني ثمن دم الشهداء من شباب التغيير وتتقاسم مع الحزب الحاكم السلطة أم ستتجدد التظاهرات كما هو جارٍ الان بمصر؟, الفارق بمصر مجلس عسكري وباليمن ترويكا نجومها أحزاب اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي العام , لكن ما نصيب القوى القبلية الأخرى التي تصادمت مع قوات الحرس الجمهوري والقوات العسكرية والأمنية الموالية للنظام والتي يقودها نجل الرئيس وأقاربه.؟ لاأتوقع أن يتم تجاوز كل تلك العقبات بسهولة بل سترافقها حالات شد وجذب ستبقى معه الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال , والمعول على القيادات القبلية أن تضطلع بإقناع جموع المتظاهرين بميادين التغيير لإعطاء الفرصة لاختبار مصداقية الفرقاء بتشكيل حكومة وفاق وطني, محصلة ذلك أن الرئيس رحل عن ممارسة صلاحياته وخولها لنائبه ولكن بقي هو الرئيس فمن المتوقع في حال تعمد بعض قوى المعارضة والأحزاب الأخرى غير المؤتلفة مع اللقاء المشترك وقوى التغيير بالشارع بإعاقة نائب الرئيس حيث يعتبرونه من رموز النظام ومن يتظاهرون ويتواجدون بكثافة بميادين التغيير لايزالون يطالبون برحيل الرئيس وإسقاط النظام منذ بدأت الاحتجاجات , ولكنهم الآن يقولون : النظام باق بصفته الشريك الأكبر في النظام بعد تنفيذ بنود المبادرة الخليجية والرئيس رحل لكن لم يرحل كما كانوا ينادون ويهتفون بل بقي اسمه الرئيس اليمني بلا منازع يتربص بل يتمنى فشل تنفيذ المبادرة لتعود الأوضاع لتأزمها ليعلن أنه نظراً لعدم انهاء الاحتجاجات وسكوت المعارضة عن إدانة تواجدهم فيعتبر توقيعه لاغٍ خاصة وأنه لم يتنحَ بل فوض نائبه وفي حال عودته لليمن سيكون تحت مبرر عدم تنفيذ مااتفق عليه فهو لايزال رئيس الجمهورية حتى نهاية ولايته العام 2012م, وسينحجج بأن الفرقاء فشلوا بإنهاء التأزم بالشارع وجموع من مناصريه لايزالون ينظمون مظاهرات تأييد له وأنه الرئيس الدستوري , وزعماء القبائل لم يحسموا أمرهم. هل تعود عقارب الساعة إلى الوراء ويعود الرئيس صالح ليصدر قراراً جمهورياً بما أنه لايزال الرئيس وولايته الدستورية لم تنتهِ , ولم تنفذ المبادرة التي بندها الأول تفويضه صلاحياته لنائبه وحيث أن معارضيه لم يساعدوا نائبه ليقوم بدوره المطلوب فيكون التفويض بنظر الرئيس صالح لاغياً من أساسه, ومن تابع كلمته بحفل التوقيع بالرياض والتي كرر فيها إدانته لمحاولة خصومه قتله وأركان الدولة بالمسجد واعتبر الصهاينة أكثر التزاماً بحرمة المساجد واغتالو أحمد ياسين بعد فراغه من الصلاه وانتظروا خروجه ليقتلوه بالشارع , و تشديده على تنفيذ المبادرة وبمدتها الزمنية وعدم الإخلال بها تلك كانت تحذيرات أكثر منها تمنيات , وسيجد الفرصة سانحة ليعود و يشكل حكومة إنقاذ عسكرية تدير البلاد بموجب قانون الطوارئ في حال إخلالهم بها , خاصة وأن أتباعه بالجيش والحرس الجمهوري والأمن أثبتوا أنهم من القوة بحيث لم تستطع مواجهتها قوات مقابلة سوى مجموعات قبلية تتبع صادق الأحمر لاطاقة لها بمواجهات مع القوات المؤيدة للرئيس . في حال تصاعد وتيرة الأوضاع وحصول مواجهات ضارية قد تنظم للقبائل فرقة علي محسن الأحمر التي تفتقد لتعويض ماتستخدمه من أسلحة وذخيرة مخزنة بمعسكراتها ومن الطبيعي الاتزودها مستودعات الجيش الموالي للرئيس ومن باب أولى أن من يدير القوات لمسلحة الموالية للنظام ابن الرئيس وأقاربه , فعودته ستصبح بنظره واجباً بصفته الرئيس الدستوري ليشكل حكومة إنقاذ عسكرية .