يظل الإنسان ذا نهم دائم في البحث عن المعرفة وإثراء فكره بشتى الوسائل وبغض النظر عن الدوافع التي من أهمها تحقيق الذات إما عن طريق تمثل القدوة الحسنة أو الظهور بمظهر "فيلسوف العصر والزمان "أو حتى تحديًا اجتماعيا سائدًا في مجتمع ما يسعى من خلاله أفراده للبروز الإعلامي ولو على حساب ثوابت الدين الحنيف تبقى هذه الأطر وغيرها هي وليدة ذلك الانفتاح العالمي على التقنية التي انعتق من خلالها منظروا تلك الأفكار ومريديهم من التبعية الإعلامية ولو بجزئية بسيطة استطاعوا من خلالها تحقيق قواعد جماهيرية ليست بالبسيطة عجزت حتى بعض المؤوسسات الإعلامية المتخصصة عن تحقيقها مايثير في النفس الكثير من التساؤلات والتحفظات عن مايصدر عن تلك القنوات الإعلامية الجديدة من مخرجات مع ارتفاع زيادة التعاطف والتأثر بتلك التيارات النازحة والمتزينة بتلك العبارات الربيعية التي هي أقرب لقيض الصيف وزمهريره مما سواه من خلال واقعنا العربي الدامي الذي يمنحنا الفرصة المواتية لرؤية بعض من تلك المخرجات وتأثيرها السلبي على أرض الواقع. مايزيد الأمر تعقيدًا هو طبيعة الشعوب العربية -عامة -العاطفية المجردة ذات التأثر الآني مع كل قضية حتى لو كانت عقلية بحتة تحتاج لوقفة مجردة عن العواطف لتلمس أبعادها ومن ثم الإسهام في حلها وفق منهج علمي متزن قابل للتنفيذ على أرض الواقع من خلال جدول زمني محدد يحقق الهدف المنشود. لن نستطيع الجزم - أبدًا- بفساد تلك النيات أو تشويه ذواتها أو التعريض بها ولكن لابد من وقفة متأنية نستقرئ من خلالها أثر تلك المخرجات على المدى البعيد والتثبت من جدوى هذه السبل بل وممن يطبل لتلك القنوات الإعلامية أو من يسعى من خلالها لدس السم في العسل من رعاة إعلاميين ومتابعين الذين قد تكون لهم إلى جانب الرعاية الإعلامية أو المتابعة أهداف قد تتعدى الإصلاح والمساهمة الاجتماعية البناءة وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم لسنا مع إقصاء الآخر أو تهميشه ولكن التروي والتأني إذ أن الانسياق لبعض الأفكار طواعية هو ماقد يشوب شبابنا المثقف والواعي مما يؤدي إلى ترسيخ أفكار قد يكون لها الأثر السلوكي السلبي. هي دعوة من محب لكل أبناء وطننا الأبي المدني والمثقف الذي دائما مايضرب مع الوطنية موعدًا في كل محفل والذي دائمًا مايكون هو الدرع الأقوى في مواجهة أي فكر دخيل يسعى لبث الفرقة والقلقلة في وطننا الحبيب على امتداده ...بأن لا يكونوا لقمة سائغة لكل مريد لخلخلة تلك اللحمة الوطنية القوية مع إيقاننا بوجود بعض الخلل الذي بتعاضد الجميع وفق منهجية سليمة بعيدة عن تأجيج العواطف وبعيدًا عن الأجندة الخفية نستطيع من خلاله الوصول لبر الأمان .. 1