بآواخر التسعينات الهجرية من القرن الماضي وبعهد الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله , صدر الأمر السامي الكريم ؛ بأن تكون الإجازة الأسبوعية يومي الخميس والجمعة , كنت حينها أعمل بمدرسة ابن تيمية بالشقيري , وكنانداوم ستة أيام بالأسبوع باعتبار يوم الجمعة هو يوم الإجازة الأسبوعية الوحيد ,وكان هذا منذ تأسيس المملكة العربية السعودية, كنا نداوم برمضان طلاباً إلى العام 1394ه , وكانت عودة المعلمين يشهر رمضان بالعام 1395ه, وجدول الحصص الأسبوعي 28 حصة بالأسبوع.وكانت أوضاع المباني المدرسية والمواصلات لاتقارن بماهي عليه الآن ., كان الموظفون بجميع الإدارات الحكومية والمحاكم ودوواين الوزارات أيضاً تداوم ستة أيام بالأسبوع وكافة المؤسسات والشركات بالقطاعين العام والخاص. وحيث أضيف يوم الخميس مع الجمعة كيومي إجازة تم إضافة الساعات المفقودة عن يوم الخميس بحيث يكون الدوام الرسمي من الساعة السابعة والنصف إلى الساعة الثانية والنصف لتعويض تلك الساعات . بالطبع فللمدارس خصوصيتها حيث ينتظم الطلاب بفصل الصيف منذ السابعة بفصولهم ؛ وبالشتاء السابعة والنصف ولأن المدارس مقيدة بحصص حيث ينتهي الدوام الرسمي مع نهاية آخر حصة باليوم سواء يوم كان الدوام لستة أيام أم حالياً لخمسة أيام. ومع استثناء المراكز الصحية والمستشفيات والجامعات وخدمات الطوارئ وغيرها ,التي لها خصوصية عدا أقسامها الإدارية فهي كما بقية الإدارات الحكومية بل غالبيتها قل أن تجد من يتواجد بمكتبه قبل التاسعة هذا مع أحسن الأحوال ؛ متناسين و متغافلين بل غير عابئين بأن وقت الدوام هو السابعة والنصف , وانصراف الموظفين الثانية والنصف , ومع افتراض أنهم يمكثون بمكاتبهم إلى الثانية والنصف , يكونون قد اهدروا مابين ساعة إلى ساعتين في اليوم وبحسبة بسيطة يكون الوقت المهدر أربعين ساعة بالشهر ومايقارب أربعمائة وثمانين ساعة بالعام "عشرين يوما "بالسنة . لاأدري تحت أي مصوّغ تم تمرير هذا السلوك الخاطئ حتى أصبح ظاهرة مسكوتاً عنها, علماً بأنه لم يصدر أي تعديل يستثني تلك الإدارات بمختلف الوزارات والمحاكم ؛ ليتم وقت الدوام بها التاسعة وربما بعدها والانصراف يبدأ من الواحدة ظهراً إلى الثانية على أكبر تقدير, لامجال للتبريرات وأن الإنجاز هو المهم وبأن البعض يداوم السابعة والنصف ولكنه لاينتج , يكون الرد عليهم وأين أجهزة المتابعة وأين هو الثواب والعقاب , وكل تلك التفسيرات لاتعطي أياً كان الحق بأن يكرس التاسعة صباحاً ليكون هو بداية الدوام صباحاُ. نتمنى أن نجد اليوم الذي ينتظم العمل بكافة الإدارات الحكومية والمحاكم من الساعة السابعة والنصف ويكون الانصراف الثانية والنصف بعد الظهر. يأتي مراجعون من أعالي الجبال والقرى البعيدة للمدن مبكرين كي يعودوا لبيوتهم بوقت مناسب,ولكن تأخر الموظفين يساهم في تكدس المراجعين مما يجعل الموظفين في حالة ارتباك وضجر الأمر الذي يحمل معظمهم على مغادرة مكتبه ولمَا ينهي معاملات كافة المراجعين - ليقول لهم الجملة المعتادة "راجعونا بكرة" المفارقات أنك تسمع كثير اً من الناس يشيدون بالتزام موظفي الشركات والمؤسسات العامة والخاصة لجهة التزامهم بأوقات الدوام منذ السابعة إلى الثالثة. أسئلة مستحقة : متى نجد المواطن يضع معاملته بصندوق البريد؛ ليجد معاملته وقد عادت مظفرة بذات الصندوق؟'. وماذا عمن لايمكنه متابعة معاملته إما لمرضه , سفره , أو عجزه أو لفاقته حيث لايستطيع توكيل من يراجع له وخاصة بالادارات الخدمية حكومية أم غيرحكومية ؟ الجواب بالطبع ...... لاتعليق.