منذُ أول قاموسٍ ابتكره العلماء حول مفهوم التربية والتعليم وحتى اللحظة, ما زالت في رئة كل فردٍ منَّا آهةٌ يتنفسها الزمن, وعَبْرةٌ تسكن مُقَلاً أتعبها مفهومٌ ومصطلحٌ لم يطرح بفكرٍ ناضجٍ لتتحولَ (وزارة المعارف) ل(وزارة التربية والتعليم) بمسمىً دون حضور وبخيالٍ دون واقع. نعم؛ ما فائدةُ تحويل وزارة المعارف لوزارة التربية والتعليم طالما أنَّ الفكرَ المعرفي القائم على تهميش العناصر التربوية ما زال حاضراً؛ إذاً القضيةُ هي مواكبةٌ لنظرياتٍ غربية لكنها ما زالت على مسطَّحاتِ كتبٍ لم تُفعَّلْ ولم تصل لعنقودٍ أخضر ومثمر. جميلٌ أن نحاولَ ونرصدَ أخطاءنا التعليمية القديمة ونسعى لترميمها؛ لكنَّ ثقافة المعلم القديم التي ترتبط (بالعصا) وتستمدُّ سطوتها (بالعقال) هي وحدها من تجوب ممراتِ الفصل, وسط أفكارٍ منغلقة, وطموحٍ ذابل, وعدمِ استفادةٍ من تقنياتِ التعليم الحديث والمعاصر الذي يشرك كل الوسائل التعليمية في (خمسٍ وأربعين دقيقة) وهي مدة الحصة الدراسية. سأقولها بجرأة لقد تغيَّرتْ معظمُ المناهج, وتبدَّلت معظم القوانين, ولم يتغير المربِّي أو المعلم وليس شرطاً أن يكون التغيير بالإقصاءِ والاستبعاد, بل بتنمية الفكرِ وتجديدِهِ عبر دوراتٍ وورشِ عمل , لنصبحَ في نهاية المطاف لوحةً مكتملة الأجزاء, وفانوساً يضيءُ عتمة الماضي. حسن بن عبده بن علي صميلي 2/9/1432ه