لا يزال المجتمع الذكوري في هذا البلد هو المسيطر على المرأة في معظم الجوانب، بالرغم مما قدمته المرأة من تضحيات أكثر من الرجل، فمنذ المرحلة الأولى لتعيين المرأة في العمل ، كان وما زال التعامل معها على أنها موظف من الدرجة الثانية رغم أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين وعلى الرغم من الدعوات الصادقة بأن تأخذ المرأة دورها الكامل في تنمية وتطوير المجتمع على اعتبار أنها نصف المجتمع المدني الحديث!! ففي التعليم مثلا: توظف المرأة على مستوى أقل من مؤهلها العلمي ، فالمعلمة المستحقة للمستوى الخامس قد يتم تعينها على مستوى أقل منه كالرابع أو الثالث أو الثاني ...فهل كان ذلك مع الرجل زميلها في المهنة .؟ وبعد التحرر من قيود الولي في التوظيف والفصل للمعلمة وإدارة شؤونها الوظيفية بنفسها كاستلام راتبها دون أذنها وحسب هواه ومزاجه.تبقى أمام المعلمة عقبة التحرر من قيود الدونية في التعليم ،فبالرغم من أن نسبة المعلمات تصل إلى 90%أو يزيد بين موظفات القطاعات الأخرى إلا أن المعلمة لا يحق لها الحصول على بدل سكن ولا تأمين صحي ولا نقابة مهنة تكفل بمراعاة حقوقها وتفصل بينها وبين خصومها الذين استغلوا ضعف حلقتها أسوأ استغلال ...لم تحل وزارة التربية والتعليم مشاكل أجور الخدم والسائقين مع المعلمات،والتي اضطرت للاستعانة بهم لتفرغ نفسها للعمل ..هل وفروا دور حضانة للأطفال في كل المدارس لرعاية الأطفال الرضع أو مادون سن الدراسة النظامية في نفس مدارس المعلمات ؟لم لا يستطيعون أن يوفروا ذلك وميزانيات التعليم من أضخم الميزانيات في المملكة؟ ومن المؤلم أيضاً أن المعلم قد فقد حقوقه كالسكن والعلاج والنقابة أسوة ببقية موظفي قطاعات الدولة كل ذلك كي لا تطالب المرأة بحقوقها المهنية ، وأخيرا هاهم يبحثون الحلول لاستيعاب تدفق الخريجات ولم تسعفهم مخيلتهم بزيادة عدد ملاك المعلمات وتقليل نصاب المعلمة من الحصص التي تنهك وتثقل كاهل المعلمات، ما يجعلني أشبه حال المعلمة بحال من يمارس الأشغال الشاقة اليومية ،لم تسعفهم مخيلاتهم سوى باقتصاص نصف راتبها أو أقل لتقوم ببعض أعمالها زميلة مستجدة تتطلع إلى حياة جميلة ومستقرة كنصف أحلامها مع استقرار مادي وصحي ومهني .. فهل فعلوا ذلك مع شقيقها الرجل ؟ أم أنه تعامل مختلف مع المرأة !!!!، وقد وجدوا حلا سحريا لحل مشكلة بطالة الخريجات ألا وهي التقاعد الإجباري بعد 25 سنه ، مما لم يحدث في أي مجتمع أو عرف ولا مع الرجل أيضا ..وجعلوا ذلك من صلاحيات المديرة مما يعني مزيدا من الخنوع والخضوع من قبل المعلمة حفاظا على لقمة العيش التي أصبحت مرة ...!!؟ ولن أتطرق كثيرا لوضع المرأة في القطاعات الأخرى والمجالات الثقافية والمشاركات في المؤتمرات والمحافل المحلية والعالمية سوى أن أذكر قرارين مزدوجين أحدهما إعلاميا يحق للمثقفة أن تنتخِب وأن تُنتخَب في مجالس العضوية في الأندية الأدبية والآخر داخل أروقة الأندية يلزم المجتمع العضوي الثقافي بأن تنتخب (بكسر الخاء) ولا تنتخب (بفتحها) .... ولست أرجع ذلك سوى إلى سلبية المرأة ووليها وقناعتها بالنزر اليسير من حقوقها؛؛ 8